للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكوفة حتى تطوفَ بالبيتِ لا تخافُ إلا الله ﷿، وكنت فيمن افتتحَ كنوزَ كسرى بن هُرْمُز، ولئن طالت بكم حياة سترون ما قال أبو القاسم .

وقد رواه البخاري (١)، عن محمد بن الحكم، عن النضر بن شميل به بطوله. وقد رواه من وجه آخر، عن سعدان بن بشر، عن سعد أبي مُجاهد الطائي، عن مُحِلّ بن خليفة، عن عدي به (٢). ورواه الإمام أحمد (٣) والنسائي (٤) من حديث شعبة، عن سعد أبي مجاهد الطائي به.

وممن روى هذه القصة عن عدي عامر بن شرحبيل الشعبي فذكر نحوه. وقال: لا تخاف إلا الله والذئب على غنمها.

وثبت في صحيح البخاري من حديث شعبة، وعند مسلم (٥) من حديث زهير بن معاوية، كلاهما عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن مَعْقِل (٦) بن مُقَرِّن المُزَني، عن عدي بن حاتم. قال: قال رسول الله : "اتقوا النار ولو بشِقِّ تَمْرةٍ" ولفظ مسلم "من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشِقّ تَمْرَةٍ فليفعل": طريق أخرى فيها شاهد لما تقدم.

وقد قال الحافظ البيهقي (٧): أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثني أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف، حدّثنا أبو سعيد عبيد بن كثير بن عبد الواحد الكوفي، حدّثنا ضرار بن صُرد (٨)، حدّثنا عاصم بن حُمَيْد، عن أبي حمزة الثُّمَالي (٩)، عن عبد الرحمن بن جندب، عن كُمَيل بن زياد النَّخَعي قال: قال عليُّ بن أبي طالب: يا سبحانَ الله، ما أزهدَ كثيرًا من الناس في خيرٍ، عجبًا لرجل يجيئُه أخوه المُسلمُ في الحاجة، فلا يرى نفسه للخير أهلًا، فلو كانَ لا يرجو ثوابًا ولا يخشى عقابًا، لكان ينبغي له أن يُسارع في مكارم الأخلاق، فإنها تدُلُّ على سُبُلِ (١٠) النّجاحِ. فقام إليه رجلٌ فقال: فِداكَ أبي وأمي يا أمير المؤمنينِ سَمِعْتَه من رسول الله ؟ قال: نعم، وما هو خيرٌ منه. لمَّا أُتي بسبايا طييِّء وقفتْ جارية حمراءُ لَعْساءُ ذَلْفاءُ عَيْطاءُ شَمّاءُ الأنف، معتدلةُ القامة والهامة، دَرْماء الكعبين، خَدْلَة


(١) صحيح البخاري رقم (٣٥٩٥).
(٢) رواه البخاري رقم (١٤١٣).
(٣) مسند الإمام أحمد (٤/ ٢٥٦).
(٤) سنن النسائي في الزكاة (٥/ ٧٤).
(٥) رواه البخاري رقم (١٤١١٧) ومسلم رقم (١٠١٦).
(٦) تهذيب التهذيب (٦/ ٤٠).
(٧) دلائل النبوة (٥/ ٣٤١) وفي الأصول: أبو بكر بن محمد.
(٨) تهذيب التهذيب (٤/ ٤٥٦).
(٩) تهذيب التهذيب (٣/ ٧ و ١٢/ ٧٨)، والأنساب (٣/ ١٤١).
(١٠) ط: (سبيل).