للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أحمد (١): حدثنا أبو اليَمان، حدّثنا إسماعيل بن عَيّاش، عن صَفْوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جُبير بن نُفَير الحضرمي، عن مُعاذ بن جبل قال:

أوصاني رسول الله بعشر كلمات قال: "لا تُشْرِكْ بالله شيئًا وإن قُتِّلت وحُرِّقت، ولا تَعُقَّنَّ والدَيْكَ وإن أمراكَ أن تَخْرُجَ من أهلك ومالك، ولا تَتْركَنَّ صلاةً مكتوبةً متعمدًا، فإنَّ منْ تَرْكَ صلاةً مكتوبةً مُتَعَمِّدًا فقد بَرئَتْ منه ذِمَّةُ الله، ولا تَشْرَبنَّ خَمْرًا فإنّه رأسُ كُلِّ فاحِشَةٍ، وإياك والمَعْصِيةَ، فإن بالمَعْصِية يَحِلُّ سُخْطُ الله، وإيَّاكَ والفِرارَ من الزَّحْف وإن هَلَكَ النَّاسُ، وإذا أصابَ الناسَ موتٌ وأنتَ فيهم فاثْبُتْ، وأنْفِقْ على عِيالِكَ من طَوْلك، ولا تَرفَعْ عَنْهُمْ عَصاكَ أدبًا، وأخِفْهُمْ في اللهِ ﷿".

وقال الإمام أحمد (٢): حدّثنا يونس، حدّثنا بَقيَّة، عن السَّرِيّ بن يَنْعُم (٣)، عن مُريح (٤) بن مَسْرُوق، عن مُعاذ بن جبل، أنَّ رسول الله لما بعثَه إلى اليمن قال: "إيّاك (٥) والتنعمَ، فإنّ عبادَ الله ليسوا بالمُتَنَعَّمين".

وقال أحمد (٦): حدّثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدّثنا أبو بكر - يعني ابن عياش -، حدّثنا عاصم، عن أبي وائل، عن معاذ قال:

بَعَثني رسولُ الله إلى اليَمَن، وأمرني أن آخذ من كل حالم دينارًا أو عَدْلَه من المعافر، وأمرني أن آخُذَ من كلِّ أرْبَعينَ بقَرَةً مُسِنَّةً، ومن كُلِّ ثلاثين بقرةً تَبيعًا حَوْليًا، وأمرني فيما سَقَتِ السَّماءُ العُشر، وما سُقِي بالدَّوالي، نصفُ العُشْرِ".

وقد رواه أبو داود (٧) من حديث أبي معاوية، والنَّسائي (٨) من حديث محمد بن إسحاق، عن الأعمش كذلك.


(١) مسند الإمام أحمد (٥/ ٢٣٨)، وهو حديث حسن بطرقه وشواهده.
(٢) مسند الإمام أحمد (٥/ ٢٤٤)، وإسناده ضعيف، لضعف بقية بن الوليد وهو يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن، ولكنه صرح بالتحديث عند أبي نعيم، فزالت شبهة تدليسه، فهو حسن.
(٣) تقريب التهذيب (٣/ ٤٦١ - ٤٦٢).
(٤) ط: (شريح) وانظر تهذيب التهذيب (٣/ ٤٦١ - ٤٦٢).
(٥) في مسند الإمام أحمد "إيَّاي والتنعم".
(٦) مسند الإمام أحمد (٥/ ٢٣٣)، وهو حديث صحيح.
(٧) سنن أبي داود رقم (١٥٧٦) في الزكاة باب زكاة السائمة، وهو حديث صحيح.
(٨) سنن النسائي (٥/ ٢٥، ٢٦) في الزكاة باب زكاة البقر، وهو حديث صحيح.