للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللَّه تعالى عليه كتابًا، وأشهدَ عليه الملائكةَ، فلما أراد أن يقبضَ روحَه، قال: إنَّه بقيَ من أجلي أربعونَ سنةً، فقيل له: إنَّك قد جعلتَها لابنكَ داود. قال: فجحدَ. قال: فأخرجَ اللَّه الكتابَ وأقامَ عليه البيِّنة، فأتمَّها لداودَ مئة سنةٍ، وأتم لآدمَ عمرَه ألفَ سنةٍ". تفرد به أحمد وعلي بن زيد في حديثه نكارة (١).

ورواه الطبراني (٢): عن علي بن عبد العزيز، عن حجَّاج بن مِنْهال، عن حمَّاد بن سلمةَ، عن عليِّ بن زيد، عن يوسفَ بن مِهْران، عن ابن عبَّاس. وغير واحد: عن الحسن، قال: لما نزلتْ آيةُ الدَّيْن قالَ رسولُ اللَّه : "إنَّ أوَّلَ من جحدَ آدم" ثلاثًا. وذكرَه.

وقال الإمام مالك بن أنس في "موطئه": عن زيد بن أبي أُنَيْسَةَ، أن (٣) عبدَ الحميد بن عبد الرحمن ابن زيد بن الخطَّاب أخبرَه، عن مسلم بن يَسار الجهني: أن عمرَ بن الخطَّاب سُئل عن هذه الآية: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ [الأعراف: ١٧٢]. الآية. فقال عمرُ بن الخطَّاب: سمعتُ رسول اللَّه سُئل عنها، فقال: "إنَّ اللَّهَ خلقَ آدمَ ، ثمَّ مسحَ ظهرَه بيمينه، فاستخرجَ منه ذريَّةً. قال: خلقتُ هؤلاء للجنَّة، وبعملِ أهلِ الجنَّةِ يعملونَ، ثم مسحَ ظهرَه فاستخرجَ منه ذريَّةً. قال: خلقتُ هؤلاء للنَّار وبعملِ أهل النَّار يعملون". فقال رجلٌ: يا رسول اللَّه! ففيمَ العملُ؟ قال رسولُ اللَّه : "إذا خلقَ اللَّه العبدَ للجنَّة استعمَله بعمل أهل الجنَّة، حتى يموتَ على عملٍ من أعمال أهل الجنة فيدخل به الجنَّة. وإذا خلقَ اللَّه العبدَ للنَّار استعملَه بعملِ أهلِ النَّار حتَّى يموتَ على عملٍ من أعمال أهل النَّار فيدخل به النَّار" (٤).

وهكذا رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذيُّ، والنَّسائي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو حاتم بن حِبَّان في صحيحه، من طرف عن الإمام مالك (٥)، به. وقال الترمذيُّ: هذا حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع عمر. وكذا قال أبو حاتم وأبو زرعة، زاد أبو حاتم: وبينهما نعيم بن ربيعة.

وقد رواه أبو داود (٦) عن محمَّد بن مُصفَّى، عن بقية، عن عمر بن جُعْثُم، عن زيد بن أبي أُنَيْسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن مسلم بن يَسار، عن نعيم بن ربيعة، قال:


(١) وهو ضعيف، ويوسف بن مهران؛ ليِّن. وبهامش المسند: حسن لغيره، دون قوله: "فأتمها لداود مئة سنة، وأتمَّ لآدم عمره ألف سنة".
(٢) في الكبير (١٢٩٢٨) وذكره البيهقي في سننه الكبرى (١٠/ ١٤٦) والطيالسي في المسند (ص ٣٥٠) والسيوطي في الدر المنثور (٢/ ١١٧) وفي إسناده عدة من الضعفاء.
(٣) في الموطأ: (٢/ ٨٩٨) عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب؛ أنه أخبره عن مسلم بن يسار.
(٤) أخرجه مالك في الموطأ (٢/ ٨٩٨ - ٨٩٩).
(٥) أخرجه أحمد في المسند (١/ ٤٤ - ٤٥) وأبو داود (٤٧٠٣) في السنة، والترمذي (٣٠٧٥) في التفسير، والنسائي في تفسيره (٢١٠)، والطبري في تفسيره (٩/ ١١٣) وفي تاريخه (١/ ١٣٥) وابن حبان في صحيحه (٦١٦٦) في الإحسان.
(٦) أخرجه أبو داود (٤٧٠٤) في السنة.