للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحدٌ، أشْهِدُكُم أنّي قد أوْجَبْتُ الحَجَّ مع العُمْرة، فخرجَ حتَّى جاءَ البيتَ فطافَ به، وطاف بينَ الصَّفا والمَرْوة سبعًا، لم يَزِدْ عليه، ورأى أن ذلك مُجْزئٌ (١) عنه، وأَهْدَى.

وقد أخرجهُ صاحبا "الصَّحيح" من حديث مالكٍ، وأخْرَجاه من حديث عُبَيْد الله عن نافع به، ورواه عبد الرزاق، عن عُبَيْد الله وعبد العزيز بن أبي داود، عن نافع به نحوه، وفيه: ثم قال في آخره: هكذا فعل رسول الله (٢).

وفيما رواه البخاري حيثُ قال (٣): حدّثنا قُتيبة، حدّثنا لَيْثٌ، عن نافع، أنَّ ابنَ عمر أرادَ الحجَّ عامَ نزلَ الحَجاج بابن الزبَيْر، فقيل له: إنّ الناسَ كائنٌ بينهم قِتالٌ وإنا نخافُ أن يصدُّوك، قال: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: ٢١] إذًا أصنعُ كَمَا صنَعَ رسولُ الله ، إني أُشْهِدُكمْ أنّي قد أوْجَبْتُ عُمرةً، ثم خَرَجَ، حتى إذا كان بظاهر البَيْداء قال: ما أرى شَأْنَ الحَجَّ والعُمرة إلا واحدًا، أُشْهِدُكُمْ أنّي أوجبتُ حَجًّا مع عُمْرتي، فأهدَى هَدْيًا شتراه بقُدَيد (٤)، ولم يَزِدْ على ذلك، ولم يَنْحَر، ولم يَحِلّ من شيء حَرُم منه، ولم يَحْلِقْ، ولم يُقَصِّر، حتّى كانَ يومَ النَّحْر، فَنَحَرَ وَحَلَق، ورأى أن قد قَضى طوافَ الحجَّ والعمرةِ بطوافِه الأول، وقال ابن عمر: كذلك فعل رسول الله .

وقال البخاري (٥): حدّثنا يَعْقوبُ بن إبراهيم، حدّثنا ابن عُلَيَّة، عن أيوب، عن نافع: أن ابن عمر دخل (٦) ابنه عبد الله بن عبد الله، وظهرُهُ في الدّار (٧) فقال: إنّي لا آمن أن يكونَ العامَ بينَ النّاس قتال فيَصُدُّوك عن البيت، فلو أَقَمْتَ، قال: قد خرجَ رسول الله فحال كُفار قُريش بينه وبينَ البيت، فإن يحل بيني وبينه أفعلُ كَمَا فَعَلَ رسولُ الله : ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: ٢١] إذًا أصنع كما صنع رسول الله إني أُشهدكم أنّي قد أوجبت مع عمرتي حَجًّا، ثم قدِمَ فطافَ لهما طوافًا واحدًا.

وهكذا رواه البخاري (٨) عن أبي النُّعمان، عن حمّاد بن زيد، عن أيّوب بن أبي تَميم


(١) ط: (مجزيًا).
(٢) صحيح البخاري رقم (٤١٨٣) و (٤١٨٤) ومسلم (٢٢٣٠) ورواه النسائي في "الكبرى" (٣٩١٥) من طريق عبد الرزاق به.
(٣) رواه البخاري (١٦٤٠).
(٤) قدَيْد: موضع قرب مكة (معجم البلدان).
(٥) صحيح البخاري (١٦٣٩).
(٦) ط: (دخل (عليه) ابنه).
(٧) ط: (المد ار).
(٨) صحيح البخاري (١٦٩٣).