للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال جابر في حديثه المتقدّم: حتَّى إذا أتَيْنا البيتَ معه أستلمَ الركنَ، فرَمَلَ ثلاثًا ومشى أربعًا، ثم نفذ (١) إلى مقام إبراهيم فقرأ: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: ١٢٣] فجعل المقامَ بينه وبين البيت، فذكر أنه صلَّى ركعتين (٢) قرأ فيهما: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، و ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾. فإن قيلَ: فهلْ كانَ في هذا الطواف راكبًا أو ماشيًا؟ فالجوابُ أنَّه قد وردَ نَقْلان قد يُظَنَّ أنهما مُتعارضان، ونحنُ نَذْكُرُهما ونُشيرُ إلى التَّوفيقِ بَيْنَهما، ورفعِ اللَّبسِ عندَ منْ يتوَهَّم فيهما تعارضًا، وباللَّه التوفيق، وعليه الاستعانة، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

قال البخاري (٣): حدّثنا أحمد بن صالح، ويحيى بن سليمان، قالا: ثنا ابن وَهْب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس، قال: طاف النبيُّ على بعيره في حجّة الوداع يستلمُ الركنَ بمحْجَنٍ (٤).

وأخرجه بقيَّةُ الجماعة (٥) إلا الترمذيّ من طُرُقٍ، عن ابن وَهْبٍ. قال البخاري: تابعه الدراوردي عن ابن أخي الزهري عن عمه، وهذه المتابعة غريبة جدًا.

وقال البخاري (٦): ثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الوهاب، ثنا خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: طافَ النبيّ بالبيتِ على بعيرٍ كُلَّما أتى الرُّكْنَ أشار إليه.

وقد رواه الترمذي (٧) من حديث عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وعبد الوارث (٨)، كلاهما عن خالد بن مهران الحذَّاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: طاف رسولُ اللَّه على راحلته، فإذا انتهى إلى الركن أشار إليه. وقال: حسن صحيح.

ثم قال (٩) البخاري (١٠): ثنا مُسَدَّد، ثنا خالد بن عبد اللَّه، عن خالد الحذّاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: طاف النبيُّ بالبيت على بعيرٍ، فلما أتى الركنَ أشار إليه بشيء كان عنده وكبَّر. تابعه


(١) في الأصول: تقدم.
(٢) أ: وليس لفظ (ركعتين) فيهما.
(٣) البخاري (١٦٠٧).
(٤) "المِحْجَن": عصًا مُعَقَّفة الرأس كالصولجان، والميم زائدة، ويجمع على محاجن (النهاية: حجن).
(٥) مسلم (١٢٧٢)، وأبو داود (١٨٧٧)، والنسائي (٢٩٥٤)، وابن ماجه (٢٩٤٨).
(٦) البخاري (١٦١٢).
(٧) الترمذي (٨٦٥).
(٨) أ: (وعبد الوهاب).
(٩) البخاري (١٦١٣).
(١٠) ليس اللفظ في أ.