للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إبراهيم بن طَهْمان، عن خالد الحذَّاء، وقد أسند هذا التعليق (١) هاهنا في كتاب الطّواف عن عبد اللَّه بن محمد، عن أبي عامر، عن إبراهيم بن طهمان به.

وروى مسلم (٢) عن الحكم بن موسى، عن شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول اللَّه طافَ في حجة الوداع حول الكعبة على بعيرٍ (٣) يستلمُ الركنَ كراهيةَ أن يضرب عنه الناس: فهذا إثبات أنه طاف في حجة الوداع على بعيرٍ، ولكنّ حجة الوداع كان فيها ثلاثة أطواف: الأول طواف القدوم (٤)، والثاني: طواف الإفاضة، وهو طواف الفرض، وكان (٥) يوم النحر، والثالث: طواف الوداع، فلعل ركوبه كان في أحد الأخيرين (٦) أو في كليهما، فأما الأول، وهو طواف القدوم، فكان ماشيًا فيه. وقد نصَّ الشافعي (٧) على هذا كله، واللَّه أعلم وأحكم.

والدّليلُ على ذلك ما قالَ الحافظُ أبو بكرٍ البَيْهَقيّ في كتابه "السنن الكبير" (٨): أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ، أخبرني أبو بكر محمد بن المُؤَمَّل بن الحسن بن عيسى، حدّثنا الفضل بن محمد بن المسيّب، حدّثنا نُعيم بن حماد، حدّثنا عيسى بن يونس، عن محمد بن إسحاق -هو ابن يسار عن أبي جعفر -وهو محمد بن علي بن الحسين- عن جابر بن عبد اللَّه، قال: دخلنا مكةَ عند ارتفاعِ الضُّحى، فأتى النبيُّ بابَ المسجد فأناخَ راحلتَه، ثم دخلَ المسجدَ، فبدأَ بالحجبر فاستلمَهُ وفاضَتْ عيناهُ بالبكاء، ثم رَمَلَ ثلاثًا، ومشى أربعًا، حتى فرغ، فلما فرغ قبَّل الحجر، ووضع يَدَيْه (٩) عليه ومسحَ بهما وَجْهَه. وهذا إسناد جيد.

فأما ما رواه أبو داود (١٠) حدّثنا مُسَدَّد، حدّثنا خالد بن عبد اللَّه، حدّثنا يزيد بن أبي زياد، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنَّ رسول اللَّه قدم مكة، وهو يشتكي، فطاف على راحلته، فلما أتى على الركن استلمه بمِحْجنٍ، فلما فرغ من طوافه أناخ فصلَّى ركعتين. تفرد (١١) به يزيد بن أبي زياد، وهو


(١) البخاري (٥٢٩٣).
(٢) مسلم (١٢٧٤).
(٣) ليس اللفظ في أ.
(٤) أ: (الأول والثاني طواف الإفاضة).
(٥) أ: (فكان).
(٦) ط: (الآخرين).
(٧) انظر كتاب "الأم" للشافعي ٢/ ١٤٨.
(٨) السنن الكبرى ٥/ ٧٤.
(٩) ط: (يده) تحريف.
(١٠) أبو داود (١٨٨١).
(١١) أ: (فقد تفرّد).