للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال (١) البخاري: باب التلبية والتكبير إذا غدا من منى إلى عرفة، حدّثنا عبدُ اللَّه بن يوسف، أنبأنا مالك، عن محمد بن أبي بكر الثقفي، أنه سأل أنس بن مالك، وهما غاديان من منى إلى عرفة: كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول اللَّه ؟ فقال: كان يهلُّ منا المُهّل فلا يُنْكَر عليه، ويكبّر المُكَبِّر منا فلا يُنْكر عليه. وأخرجه مسلم (٢) من حديث مالك وموسى بن عقبة، كلاهما عن محمد بن أبي بكر بن عوف بن رياح الثقفي الحجازي، عن أنس به.

وقال البخاري (٣): حدّثنا عبد اللَّه بن مَسْلَمة (٤)، حدّثنا مالك، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد اللَّه أن (٥) عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجاج بن يوسف أن يأتمّ بعبد اللَّه بن عمر في الحج، فلما كان يوم عرفة جاء ابن عمر، وأنا معه، حين زاغت الشمس -أو زالت الشمس (٦) - فصاح عند فسْطاطه أين هذا فخرجَ إليه. فقال ابن عمر: الرَّواحَ. فقال: الآن؟ قال: نعم! فقال: أنْظِرْني حتى أُفيضَ عليَّ ماءً، فنزل ابن عمر حتى خرج، فسار بيني وبين أبي، فقلُت: إن كنتَ تريدُ أن تصيبَ السنةَ اليوم، فاقْصُرِ الخطبةَ وعَجِّلِ الوقوفَ، فقال ابن عمر: صدقَ، ورواه البخاري أيضًا، عن القعنبي (٧)، عن مالك به. وأخرجه النّسائي (٨) من حديث أشهب وابن وهب عن مالك.

ثم قال البخاري (٩) بعد روايته هذا الحديث: وقال الليث: حدّثني عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم: أنَّ الحجاج عامَ نزلَ بابن الزُّبير سأل عبدَ اللَّه كيفَ تصنعُ في هذا الموقف فقال (١٠): إن كنتَ تريدُ السنة فهجِّر بالصلاة يوم عرفة. فقال ابن عمر: صدَق، إنهم كانوا يجمعون بين الظُّهر والعصر في السّنة، فقلت لسالم: أفَعَلَ ذلك رسولُ اللَّه ؟! فقال: هل تَبْتغون بذلك إلا سُنَّتَه.

وقال أبو داود (١١): ثنا أحمد بن حنبل، ثنا يعقوب، ثنا أبي (١٢)، عن ابن إسحاقَ، عن نافع، عن


(١) ط: (قال) بلا واو. وهو في البخاري (١٦٥٩).
(٢) مسلم (١٢٨٥).
(٣) البخاري (١٦٦٣).
(٤) أ: (مسلم) وانظر سير أعلام النبلاء (١٠/ ٢٥٧).
(٥) ط: (أن عبد اللَّه بن عبد الملك).
(٦) البيت عبارة (أو زالت الشمس) في أ.
(٧) مكان هذا الراوي في صحيح البخاري (١٦٦٠) (عبد اللَّه بن يوسف)، فلعله اشتبه عليه بعبد اللَّه بن مسلمة.
(٨) سنن النسائي (٥/ ٢٥٢) (٣٠٠٥)، (٥/ ٢٥٤) (٣٠٠٩).
(٩) البخاري (١٦٦٢) معلقًا.
(١٠) أ: (فقلت) وفي البخاري (فقال سالم).
(١١) أبو داود (١٩١٣)، وهو حديث حسن.
(١٢) ط: (حدّثنا أبي عوف وما هنا عن أبي داود).