للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرؤوس (١)، فقال: أيُّ يَوْمٍ هذا؟ قلنا: اللَّهُ ورسولُه أعلمُ! قال: أليس أوْسَطَ أيّامِ التَّشْريقِ؟ انفرد به أبو داود. قال أبو داود: وكذلك قال عم أبي حُرَّة الرَّقاشي أنه خَطَبَ أوْسَطَ أيام التَّشْريق.

وهذا الحديث قدْ رواه الإمامُ أحمد (٢) مُتَّصلًا مُطوَّلًا، فقال: ثنا عفان، حدثنا حَمَّاد بن سَلَمَة، أخبرنا عليّ بن زَيْد، عن أبي حُرَّة الرّقاشي، عن عمه، قال: كنت آخذًا بزمام ناقةِ رسولِ اللَّه في أوْسَط أيامِ التَّشْريق أذودُ عنه الناسَ. فقال: يا أيها الناس، أتَدْرونَ في أيِّ شَهْرٍ أنتم؟ وفي أي يَومٍ أنتم؟ وفي أي بَلَدٍ أنتم؟ قالوا: في يَوْمٍ حَرام، وشَهْرٍ حَرام، وبَلَدٍ حرام. قال: فإن دماءَكُمْ وأمْوالَكُم وأعْراضَكُمْ عليكم حرامٌ كحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقونه (٣). ثم قال: اسمَعُوا منِّي تَعيشوا، ألا لا تَظْلموا، ألا لا تظلموا، ألا لا تظلموا، إنه لا يَحِلُّ مالُ امرئٍ (٤) إلا بطيب نَفْسٍ منه، ألا إنَّ كُل دَمٍ ومالٍ وَمْأثَرةٍ كانَتْ في الجاهلية تحت قدمي هذه إلى يوم القيامة، وإنَّ أولَ دَمٍ يوضَعُ دَمُ ربيعة (٥) بن الحارث بن عبد المطلب، كان مُسْتَرْضِعًا في بني ليث (٦) فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ، ألا إنَّ كل ربا في الجاهلية موضوع، وإن اللَّه قَضَى أنَّ أوَّلَ ربا يوضَعُ ربا العباس بن عبد المطلب، لكم رؤوسُ أموالكم لا تَظْلِمون ولا تُظلمون، ألا وإنَّ الزمانَ قد استدارَ كهيئته (٧) يوم خلقَ اللَّهُ السَّموات والأرْض ثم قرأ: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة: ٣٦]، ألا لا تَرْجعوا بَعْدي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكمْ رقابَ بَعْض، ألا إن الشَّيْطان قد يَئس أنْ يَعْبُدَه المُصَلُّون، ولكنه في التَّحْريش بَيْنكم، واتقوا اللَّه في النِّساء، فإنَّهُنّ عندكُمْ عَوانٍ لا يَمْلِكْنَ لأنْفُسِهنَّ شيئًا، وإنَّ لهُن عليكم حَقًّا ولكم عَلَيْهنَّ حَقًّا (٨)، أن لا يُوطِئْنَ فرشكُمْ أحدًا (٩) غيرَكم، ولا يَأْذَنَ في بيوتِكم لأحدٍ تَكْرهونَهُ، فإن خِفْتُم نشُوَزهُنَّ فعِظوهنّ واهْجُروهنّ في المَضاجِعِ واضْربوهنّ ضربًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، ولَهُنَّ رِزْقُهُنَّ وكَسْوَتُهُنَّ بالمعروف، وإنَّما أخَذْتُموهُنّ بأمانةِ اللَّهِ واسْتَحْلَلتُم فروجَهُنَّ بكَلِمَةِ اللَّه، ألا ومَنْ كانَتْ عندَهُ أمانَةٌ فَلْيُؤَدِّها إلى منْ ائتَمَنهُ


(١) سيشرح المصنف يوم الرؤوس في آخر هذا الخبر.
(٢) مسند الإمام أحمد (٥/ ٧٢)، وإسناده ضعيف، ولفقراته شواهد.
(٣) ط: (إلى أن تلقوه) وما هنا عن أ.
(٤) ط: (امرء مسلم) وما أثبته عن أ.
(٥) كذا في هذه الرواية، والصحيح ما ورد في حديث جابر الطويل "ابن ربيعة" لأنّ المقتول هو إياس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان طفلًا صغيرًا فأصابه حجر في حرب وقعت بين سعد وبني ليث بن بكر (انظر شرح النووي على صحيح مسلم (٨/ ١٨٢ - ١٨٣).
(٦) ط: (بني سعد).
(٧) ط: (كهيئة) تحريف.
(٨) ط: (حق).
(٩) ط: (أحدٌ).