للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن هشام (١): ومما لم (٢) يَذْكُر ابنُ إسحاق منَ البُعوث -يعني هاهنا-:

بَعْثُ عَمْرِو بن أُمَيَّة الضَّمْري لِقَتْل أبي سُفيان صَخْرِ بنِ حربٍ بعدَ مَقْتَلِ خُبَيْبِ بن عَدِيٍّ وَأَصْحابِهِ، فكانَ من أمْرِهِ ما قَدَّمناهُ وكان مع عَمْرِو بن أمية جَبَّار بن صَخْرٍ، ولم يتَّفق لهما قَتْلُ أبي سفيان، بل قَتَلا رَجُلًا غَيْرَهُ وأنْزلا خُبَيبًا عن جِذْعِهِ.

وبَعْثُ سالِم بن عُمَير (٣) أحد البَكّائين، إلى أبي عَفَكٍ أحد بني عمرو بن عَوْفٍ، وكان قد نَجَمَ نِفاقهُ حينَ قَتَلَ رسولُ اللَّهِ الحارثَ بن سُوَيْدِ بن الصّامِتِ، كما تَقَدَّم، فقال يَرْثيه ويَذُمُّ -قبحه اللَّه- الدخولَ في الدِّين: [من المتقارب]

لَقَدْ عِشْتُ دَهْرًا وما إنْ أَرَى … منَ النَّاسِ دَارًا ولا مَجْمَعا

أبَرّ عُهودًا وَأَوْفَى لِمَنْ … يُعاقِدُ فيهمْ إذا ما دَعا

مِنَ اوْلادِ (٤) قَيْلَةَ في جَمْعِهم … يَهُدُّ الجبالَ ولَمْ يَخْضَعَا

فَصَدَّعَهُمْ راكِبٌ جَاءَهُمْ … حَلالٌ حَرامٌ لَشتَّى مَعا

فَلَوْ أنَّ بالعِزّ صَدَّقْتُمُ … أوْ المُلك تَابَعْتُمُ تُبَّعَا

فقال رسولُ اللَّه : منْ لي بهذا الخَبيثِ (٥)، فانتدب له سالم بن عُمَيْر هذا فقتله، فقالت أمامة المريديه (٦) في ذلك (٧): [من الطويل]

تُكَذّبُ دينَ اللَّهِ والمَرْءَ أحْمَدًا … لَعَمْرُ الذي أمْناكَ أنْ (٨) بِئسَ الذي يُمْني

حَباكَ حَنيفٌ آخرَ اللَّيْلِ طَعْنةً … أبا عَفَكٍ خُذْهَا على كِبَرِ السِّنِّ

وبعث عُمَيْرَ بن عدي الخَطْمي، لقتلِ العَصْماءَ بنتِ مَرْوان من بني أميَّة بن زيدٍ كانتْ تَهْجو الإسلام وأهْلَه، ولما قُتِلَ أبو عَفَكٍ المذكور، أظهرت النفاق وقالت في ذلك: [من المتقارب]

باسْتِ بني مالكٍ والنَّبيتِ … وعوفٍ وباسْتِ بَني الخَزْرجِ

أطَعْتُمْ أتاويَّ مِنْ غيرِكُمْ … فلا مِنْ مرادٍ ولا مَذْحِجِ


(١) سيرة ابن هشام (٢/ ٦٣٣).
(٢) ط: (لا).
(٣) سيرة ابن هشام (٢/ ٦٣٥ - ٦٣٦).
(٤) ط: (فمن ولد).
(٥) ط: (الحديث).
(٦) كذا في ط، وأسد الغابة (٧/ ٢١)، والسيرة النبوية (٢/ ٦٣٦) وهي (الربذية) في الإصابة (٤/ ٢٣٨).
(٧) البيتان في الإصابة (٤/ ٢٣٨) والسيرة النبوية لابن هشام (٢/ ٦٣٦)، والبيت الأول وحده في أسد الغابة.
(٨) ليس اللفظ في ط، ولا يستقيم الوزن بدونه.