للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا، عن زيد بنِ رُفَيْع، عن مَكْحُولٍ الشامي، قال: هذا ما قال رسولُ اللَّه لعليِّ بن أبي طالب حين رَجَع من غَزْوة حُنيْن، وأُنْزِلَتْ عليه سورةُ النَّصْرِ. قال البيهقي: فَذَكَرَ حَديثًا طَويلًا في الفتنة، وهو أيضًا حديثٌ منكرٌ ليس له أصل، وفي الأحاديث الصَّحيحة كفايةٌ. وباللَّه التوفيق.

وَلْنَذْكُر هاهنا ترجمةَ حَمادِ بن عمرو أبي إسماعيل النَّصيبي (١)، روى عن الأعمَش وغيره، وعنه إبراهيم بن موسى، ومحمد بن مِهْران، وموسى بن أيوب، وغيرهم. قال يحيى بن معين (٢): هو مِمَّن يَكْذِب ويَضعُ الحديث. وقال عَمْرو بن علي الفَلَّاس وأبو حاتم (٣): مُنْكرُ الحديث، ضعيفٌ جدًا. وقال إبراهيم بن يعْقوب الجُوزَجاني: كان يكذب. وقال البخاري (٤): منكر الحديث. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال النسائي (٥): متروك. وقال ابن حبان (٦): يضَعُ الحديث وَضْعًا. وقال ابن عدي (٧): عامة حديثه مما لا يتابعه أحد من الثقات عليه. وقال الدارقطني (٨): ضعيف. وقال الحاكم أبو عبد اللَّه: يَرْوى عن الثّقات أحاديثَ موضوعةً، وهو ساقط بمَرَّةٍ.

فأما الحديث الذي قال الحافظ البيهقي (٩): أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الحافظ، أخبرنا حمزة بن العباس العَقَبي ببغداد، ثنا عبد اللَّه بن رَوْحٍ المَدائنيّ، ثنا سلّام بن سليمان المَدائني، ثنا سَلَّامُ بن سُلَيْم الطَّويل، عن عبد الملك بن عبد الرحمن، عن الحسن العُرَني (١٠) عن الأشعث بن طَليق، عن مُرَّة بن شَراحيل، عن عَبْدِ اللَّه بن مسعود، قال: لمّا ثَقُلَ رسولُ اللَّه اجتمعنا في بَيْتِ عائشة، فنظرَ إلينا رسول اللَّه فَدَمَعتْ عيناه، ثم قال لنا: قَدْ دنا الفِراقُ ونَعَى إلينا نَفْسه، ثم قال: مَرْحبًا بكم حَيَّاكُم اللَّهُ، هَداكُمُ اللَّهُ، نَصَرَكُمُ اللَّهُ، نَفَعَكُمُ اللَّهُ، وَفَّقَكُمُ اللَّهُ، سَدَّدَكُمُ اللَّهُ، وَقاكُمُ اللَّهُ، أعانَكُمُ اللَّهُ، قَبِلَكُمُ اللَّهُ، أوصيكُمْ بتَقْوَى اللَّه، وأوصي اللَّهَ بكم وأسْتَخْلِفُهُ عليكم، إني لكم منه نذيرٌ مبينٌ أن لا تَعْلُوا على اللَّهِ في عباده وبلاده؛ فإنّ اللَّهَ قال لي ولكم: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا


(١) ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري (١٨/ ٣)، والمجروحين لابن حبان (١/ ٢٥٢)، والمغني في الضعفاء (١/ ١٨٨) والضعفاء الكبير للعقيلي (١/ ٣٠٨).
(٢) تاريخ يحيى بن معين.
(٣) الجرح والتعديل (٣/ ١٤٤).
(٤) التاريخ الكبير للبخاري (٣/ ٢٨).
(٥) الضعفاء والمتروكين للنسائي (١٦٧).
(٦) الضعفاء والمجروحين لابن حبان (١/ ٢٥٢).
(٧) الكامل في الضعفاء لابن عدي (٢/ ٦٥٧).
(٨) الضعفاء والمتروكين للدارقطني (٧٧).
(٩) في "دلائل النبوة" (٧/ ٢٣١).
(١٠) أ: (ألقرني)، م: (المقبري). وهو الحسن بن عبد اللَّه العُرَني البجلي الكوفي. انظر تهذيب التهذيب (٢/ ٢٩٠ - ٢٩١).