للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال محمد بن إسحاق: تُوفِّي رسولُ اللَّه لاثنتي عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ من شَهْرِ ربيعٍ الأول، في اليوم الذي قدم فيه المدينة مُهاجرًا، واسْتَكْمل رسول اللَّه في هِجْرته عَشْرَ سنينَ كوامل. قال الواقدي: وهو المثبتُ عندنا. وجَزَمَ به محمد بن سعدٍ كاتبُه (١).

وقال يعقوب بن سفيان (٢): عن يَحْيَى بن بُكَير، عن الليث، أنه قال: تُوفِّي وسولُ اللَّه يومَ الإثنين لليلةٍ خَلَتْ من ربيعِ الأوّل، وفيه قَدِمَ المدينةَ على رأسِ عَشْرِ سنين من مَقْدَمه.

وقال سعد بن إبراهيم الزُّهْري: تُوفي رسولُ اللَّه يومَ الإثنين لِلَيْلَتيْنِ خَلَتا من ربيعٍ الأول، لتمام عَشْر سنينَ من مَقْدَمِه المدينةَ، رواه ابن عساكر، ورواه الواقدي، عن أبي معشر، عن محمد بن قيس مثلَه سواء. وقاله خليفة بن خَياط أيضًا.

وقال أبو نعيم الفَضْلُ بن دُكَيْن: تُوفِّي رسولُ اللَّه يوم الإثنين مُسْتَهلّ ربيع الأول سنةَ إحدى عَشْرة من مَقْدَمِه المدينة (٣)، ورواه ابن عساكر (٤) أيضًا. وقد تقدَّم قريبًا عن عروة، وموسى بن عُقْبة، والزهري مثلُه، فيما نقلناه عن مغازيهما. فاللَّه أعلم. والمشهور قول ابن إسحاق والواقدي.

ورواه الواقدي (٥): عن ابن عباس وعائشة، ، فقال: حدّثني إبراهيم بن يزيد، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس. وحدّثني محمد بن عبد اللَّه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. قالا: توفي رسول اللَّه يوم الإثنين لاثْنتيْ عشرةَ ليلةً خَلَتْ من ربيع الأول.

ورواه ابن إسحاق (٦)، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن حَزْمٍ، عن أبيه، مثله، وزاد: ودفن ليلة الأربعاء.

وروى سيف بن عمر، عن محمد بن عبيد اللَّه العَرْزَمي، عن الحكم، عن مِقْسم عن ابن عباس، قال: لما قَضَى رسولُ اللَّه حجةَ الوداعِ ارتحل، فأتى المدينةَ فأقام بها بقيَّةَ ذي الحجّة والمحرم وصفرًا، ومات يومَ الإثنين لعشير خَلَوْنَ من ربيع الأول. وروى أيضًا عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة. وفي حديث فاطمة، عن عمرة، عن عائشة مثله، إلا أنَّ ابنَ عباسٍ قال في أوله لأيامٍ مَضَيْنَ منه. وقالت عائشة: بعدَ ما مَضَى أيامٌ منه.


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٢/ ٣١١).
(٢) المعرفة والتاريخ (٣/ ٣٠٨).
(٣) هذا آخر لفظ من الورقة (٧٠٧) من النسخة (١) وبعده انقطاع بقدر ورقة، وستعود النسخة للانضمام إلى باقي النسخ في بداية الورقة (٧٠٨).
(٤) مختصر تاريخ دمشق (٢/ ٣٨٧).
(٥) طبقات ابن سعد الكبرى (٢/ ٢٧٢ - ٢٧٣).
(٦) انظر الطبري (٣/ ٢١٧).