للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال حنبلٌ: ثنا الإمام أحمد، ثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: أنْزِل على النبيِّ وهو ابنُ ثلاثٍ وأربعين، فاقام بمكَّة عشرًا، وبالمدينة عشرًا. وهذا غريب منه، وصحيح إليه.

وقال أحمد: ثنا هُشَيْم، ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبيّ، قال: نُبِّئ رسولُ اللَّه وهو ابن أربعين سنة، فَمَكَثَ ثلاثَ سنين، ثم بُعثَ إليه جبريلُ بالرسالة، ثم مكثَ بعدَ ذلك عَشْرَ سنين، ثم هاجَر إلى المدينة، فَقُبضَ وهو ابن ثلاث وستّين سنةً.

قال الإمام أبو عبد اللَّه أحمد بن حنبل (١): الثَّبَتُ (٢) عندنا ثلاثٌ وستّون سنة (٣).

قلت: وهكذا رَوَى مُجاهِدٌ، عن الشعبيِّ، ورُوي من حديث إسماعيل بن أبي خالدٍ عنه.

وفي "الصحيحين" (٤) من حديث (رَوْحِ بن عُبادة، عن زكريا بن إسحاق، عن عَمْرو بن دينار، عن ابن عبَّاس: أنّ رسول اللَّه مَكَثَ بمكَّة ثَلاثَ عَشْرَةَ، وتُوفي وهو ابنُ ثلاثٍ وستّين سنة.

وفي صحيح البخاري (٥) من حديث) (٦) رَوْحِ بن عُبادة أيضًا، عن هشام، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: بُعثَ رسولُ اللَّه لأربعين سنةً، فمكث بمكةَ ثلاثَ عشرةَ، ثم أُمِرَ بالهجرة، فهاجرَ عشرَ سنين، ثم مات وهو ابنُ ثلاث وستين. وكذلك رواه الإمام أحمد عن رَوْحِ بن عُبادة ويَحْيى بن سَعيد ويَزيد بن هارون كلُّهم عن هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس به (٧). وقد رواه أبو يَعْلَى المَوْصلي، عن الحسن بن عمر بن شَقيق، عن جعفر بن سليمان، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن ابن عباس، فذكر مثله. ثم أوْرَدَهُ من طرقٍ، عن ابن عباس، مثل ذلك.

ورواه مسلم (٨) من حديث حماد بن سَلَمة، عن أبي جَمْرَة (٩) عن ابن عباس: أنَّ رسول اللَّه أقام بمكَّة ثلاثَ عَشْرَةَ يُوحَى إليه، بالمدينة عَشْرًا، ومات وهو ابنُ ثلاثٍ وستين سنة.

وقد أسند الحافظُ ابنُ عساكر من طريق سَلْم (١٠) بن جُنادة، عن عبد اللَّه بن عمر، عن كُريب، عن


(١) مختصر تاريخ دمشق (٢/ ٣٨٩).
(٢) ط: (الثابت).
(٣) ليس اللفظ في ط.
(٤) البخاري (٣٩٠٣) ومسلم (٢٣٥١) (١١٧).
(٥) البخاري (٣٩٠٢).
(٦) ليس ما بين القوسين في أ.
(٧) رواه أحمد في المسند (١/ ٣٧١) و (٢٢٨) و (٢٣٦).
(٨) مسلم (٢٣٥١) (١١٨).
(٩) ط: (حمزة) تحريف. وهو نصر بن عمران الضبيعي أبو جمرة البصري (انظر سير أعلام النبلاء ٥/ ٢٤٣).
(١٠) ط: (مسلم) وانظر: تهذيب الكمال (١١/ ٢١٨).