للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمَّ شَريكٍ الأنصارية النّجارية، قال: وقد قال رسول الله : "إني لأحبُّ أن أتزوَّجَ من الأنصار، ولكنِّي أكْرَهُ غَيْرَتَهُنَّ" ولم يدخُلْ بها. قال: وتزوَّج أسماءَ بنتَ الصَّلْتِ من بني حَرامٍ، ثم من بني سُلَيم ولم يدخُلْ بها، وخطب جمرة (١) بنت الحارث المزنية.

وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري (٢)، وقال أبو عُبَيْدة مَعْمَر بن المُثَنّى: تزوَّج رسول الله ثمانيَ عشرةَ امرأة، فذكر منهن قُتَيْلة بنت قيسٍ أختَ الأشعث بن قيس، فزعم بعضُهم أنه تزوَّجَها قبلَ وفاته بشَهْرَيْن، وزعم آخرون أنّه تزوجها في مرضه. قال: ولم تكُن (٣) قدمت عليه، ولا رآها، ولم يدخل بها. قال: وزعم آخرون أنه أوْصَى أن تُخَيَّر قُتَيْلة فإن شاءَتْ يَضْرِبُ عليها الحجابَ وتُحَرَّمُ على المؤمنين، وإن شاءت فَلْتَنْكِحْ منْ شاءَتْ، فاختارتِ النكاح، فتزوَّجها عِكْرمةُ بن أبي جهلٍ بحَضْرَمَوْت، فبَلَغَ ذلك أبا بكرٍ، فقال: لقد هَمَمْتُ أن أُحَرِّقَ عليهما. فقال عمر بن الخطَّاب: ما هِيَ من أُمَّهات المُؤْمنين، ولا دخلَ بها، ولا ضَرَبَ عليها الحجاب. قال أبو عُبَيْدة: وزعم بعضُهم أنَّ رسول الله لم يُوصِ فيها بشيء، وأنّها ارتدَّتْ بعدَه، فاحتَجَّ عمر على أبي بكرٍ بارتدادها؛ أنَّها ليستْ منْ أُمهات المؤمنين. وذكر ابنُ مَنْدَه أنَّ التي ارتدَّت هي البَرْصاء (٤) من بني عوف بن سعد بن ذُبْيان.

وقد روى الحافظ ابن عساكر من طرق، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنَّ رسولَ الله تزوج قُتَيْلة أخت الأشْعَث بن قيس، فمات قبل أن يُخَيّرها فَبَرَّأها الله منه.

وروى حماد بن سَلَمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، أنَّ عِكْرمة بن أبي جَهْل لمّا تَزوَّجَ قُتَيْلة أرادَ أبو بكر أن يَضْربَ عُنُقه، فراجَعَهُ عمرُ بن الخطاب، فقال: إنَّ رسولَ الله لم يَدْخُل بها، وأنها ارتدَّت مع أخيها، فبرئت من الله ورسوله. فلم يزلْ به حتى كَفَّ عنه.

قال الحاكم (٥) وزاد أبو عبيدة في العَدَد فاطمةَ بنتَ شُريحٍ، وسَنا (٦) بنت أسماء بن الصَّلْت السُّلَميّة. هكذا روى ذلك ابن عساكر (٧) من طريق ابن مَنْدَه بسنده عن قتادة فذكره. وقال محمد بن سعد (٨) عن ابن الكلبي مثل ذلك. قال ابن سعد: وهي سبا.


(١) ط، أ: (حمزة). وما أثبته عن الإصابة (٤/ ٢٦٠)، وجامع الأصول (١٢/ ٢٦٧).
(٢) دلائل النبوة للبيهقي (٧/ ٢٨٨) عن الحاكم.
(٣) ط: (يكن).
(٤) أ: (الرمياء) وفي ط: (البرحاء) وانظر الإصابة (٤/ ٢٤٩).
(٥) دلائل النبوة للبيهقي (٧/ ٢٨٨).
(٦) ط: (وسبأ).
(٧) الخبر عن طريق ابن منده بسنده عن قتادة في تاريخ دمشق - مجمع - السيرة (١/ ١٨٨ - ١٨٩).
(٨) طبقات ابن سعد (٨/ ١٤٩) وتاريخ دمشق (١٨٩).