للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سعد، عن أبيه وأبي أُسَيْد، قالا: تَزَوَّجَ النبىُّ أُمَيْمة بنت شَراحيل، فلما أُدخلت (١) عليه بَسَطَ يدَه إليها، فكأنها كَرِهَتْ ذلك. فأمر أبا أُسَيْد أن يُجَهِّزَها ويَكْسوها ثَوبَين رازقيين. ثم قال البخاري (٢): ثنا عبد الله بن محمد، ثنا إبراهيم بن أبي (٣) الوزير، ثنا عبد الرحمن عن حمزة، عن أبيه، وعن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه بهذا. انفردَ البخاري بهذه الروايات من بين أصحاب الكتب.

وقال البخاري (٤): ثنا الحميدي، ثنا الوليد، ثنا الأوزاعي، سألتُ الزهري: أيُّ أزواجِ النبيِّ استعاذَتْ منه؟ فقال: أخبرني عروة، عن عائشة: أن ابنةَ الجَوْن لما أُدْخلَت على رسول الله (٥) قالت: أعوذُ بالله منك، فقال: "لقد عُذْت بعَظيم، الحَقي بأهْلِك" وقال: ورواه حجاج بن أبي مَنيع، عن جده، عن الزُّهري، أن عروة أخبره أن عائشة قالت … (٦) انفرد به دون مسلم.

قال البيهقي (٧): ورأيتُ في كتاب "المعرفة" لابن منده، أن اسم التي استعاذت منه أُمَيْمة بنتُ النُّعمان بن شَراحيل. ويقال: فاطمة بنت الضحاك، والصحيح أنها أُميمة، والله أعلم. وزعموا أن الكِلابيَّة اسمُها عَمْرةُ، وهي التي وَصَفَها أبوها بأنها لم تَمْرَضْ قَطُّ، فرغب عنها رسول الله .

وقد روى محمد بن سعد (٨)، عن محمد بن عبد الله، عن الزهري، قال: هي فاطمة بنت الضَّحّاك بن سفيان، استعاذَتْ منه فَطَلَّقها، فكانت تَلْقُطُ البَعْر، وتقول: أنا الشَّقيَّة. قال: وتزوَّجها في ذي القعدة سنة ثمان، وماتت سنة ستين.

وذكر يونس -عن ابن إسحاق فيمن تزوَّجها ، ولم يدخُلْ بها، أسماءُ بنتَ كَعْب الجَوْنية وعمرة بنت يزيد الكلابية. وقال ابن عباس وقتادة (٩): أسماء بنت النُّعمان بن أبي الجَوْن فالله أعلم. قال ابن عباس: لمّا استعاذت منه خرج من عندها مُغْضبًا، فقال له الأشعث: لا يَسُؤْكَ ذلك يا رسول الله فعندي أجملُ منها، فزوَّجه أختَه قُتيلة. وقال غيره: كان ذلك في ربيع سنة تسع.

وقال سعيد بن أبي عَروبة: عن قتاده (١٠): تزوّجَ رسول الله خَمْسَ عَشْرَةَ امرأةً، فذكر منهن


(١) ط: (أدخل).
(٢) بعد الرقم (٥٢٥٧).
(٣) ليس اللفظ في ط.
(٤) (٥٢٥٤).
(٥) بعدها في البخاري: (ودنا منها).
(٦) مكان النقط في ط: (الحديث) وليست في أ.
(٧) دلائل النبوة للبيهقي (٧/ ٢٨٧ - ٢٨٨).
(٨) الطبقات الكبرى لابن سعد (٨/ ١٤١).
(٩) تاريخ دمشق - مجمع دمشق - السيرة (١/ ١٨٨).
(١٠) دلائل النبوة للبيهقي (٧/ ٢٨٨).