للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ريْحانةُ بنت زَيْدٍ من بني النَّضير (١)، وكانت مُزَوَّجَةً فيهم (٢)، وكان رسول الله قد أخذها لنفسه صفيّاً، وكانت جميلةً، فعرض عليها رسول الله أن تُسْلِم، فأبَتْ إلا اليهوديَّة، فعزلها رسول الله ، ووجد في نفسه، فأرسل إلى ابن سعية (٣)، فذكر له ذلك، فقال ابن سعية: فداكَ أبي وأمي هي تُسْلِم، فخرج حتى جاءها فجعل يقول لها: لا تَتّبعي قومَك، فقد رأيتِ ما أدخل عليهم حُيي بن أخطب، فأسْلمي يَصْطفيك رسولُ الله لنفسه، فبينا رسولُ الله في أصحابه إذ سمع وَقْعَ نعلين، فقال: "إن هاتين لنَعلا ابن سعية يبشرني بإسلام ريحانة" فجاءه فقال (٤): يا رسول الله، قد أسلمَتْ رَيْحانة، فسُرّ بذلك.

وقال محمد بن إسحاق (٥): لما فتح رسول الله قُرَيْظَةَ اصطفَى لنفسه ريحانة بنت عمرو بن خُنافة، فكانَتْ عِنْدَه حتّى تُوفّي عنها، وهي في ملكه، وكان عرضَ عليها الإسلام ويتزَّوجُها، فأَبَتْ إلا اليهوديةَ، ثم ذكَر من إسلامها ما تقدَّم.

قال الواقدي (٦): فحدّثني عبدُ الملك بن سليمان، عن أيوب بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعَة، عن أيوب بن بشير المُعاوي، قال: فأَرْسَلَ بها رسول الله إلى بيت سَلْمى بنت قَيْس أم المنذر، فكانَتْ عندها حتّى حاضَتْ حَيْضَةً، ثم طَهُرَتْ من حَيْضِها، فجاءَتْ أمّ المنذر، فأخبرت رسول الله، فجاءها في منزل أم المنذر، فقال لها: "إن أحْبَبْتِ أن أُعتِقَكِ وأَتَزوَّجَكِ فعلتُ، وإن أحْبَبْتِ أن تكوني في مِلْكي أطَؤُكِ بالملك فعلت (٧) " فقالت: يا رسول الله، إني أخفُّ عليكَ وعليَّ أن أكون في مِلْكِك، فكانَتْ في مِلْكِ رسولِ الله يطؤها حتى ماتت.

قال الواقدي (٨): وحدّثني ابن أبي ذئب، قال: سألتُ الزهريَّ عن ريحانة فقال: كانَتْ أمةً لرسول الله (٩) فأعتقها وتزوجها، فكانت تَحْتَجِبُ في أهلها وتقول: لا يراني أحدٌ بعدَ رسول الله . قال الواقدي (١٠): وهذا أثبتُ الحَديثين عندنا، وكان زوجُها قبلَه الحكمَ.


(١) ط: (ويقال: من بني قريظة. قال الواقدي: كانت ريحانة بنت زيد من بني النضير).
(٢) في المغازي (في بني قريظة).
(٣) ط: (شعبة). وانظر أسد الغابة (٧/ ١٢٠ - ١٢١).
(٤) ط: (فجاء يقول).
(٥) سيرة ابن هشام (٢/ ٢٤٥).
(٦) مغازي الواقدي (٢/ ٥٢٠ - ٥٢١).
(٧) ليس اللفظ في ط.
(٨) مغازي الواقدي (٢/ ٥٢٠ - ٥٢١).
(٩) ط: (رسول).
(١٠) مغازي الواقدي (٢/ ٥٢١).