للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الواقدي (١): ثنا عاصمِ بن عبد الله بن الحكم، عن عمر بن الحكم، قال: أعتقَ رسولُ الله ريحانةَ بنت زيد بن عمرو بن خُنافة، وكانَتْ عندَ زوجٍ لها، وكان مُحبًا لها مُكْرِمًا، فقالت: لا أسْتَخْلِفُ بعدَه أحداً أبدًا، وكانت ذاتَ جمالٍ. فلما سُبيَت بنو قُريظة عُرض السَّبْيُ على رسول الله ، قالت: فكنتُ فيمَن عُرِضَ عليه، فأمر بي فعُزِلْتُ، وكان يكونُ له صَفِىٌّ في كل غَنيمة، فلما عُزِلَتْ خار اللهُ لي، فأرسل بي إلى منزلِ أم المُنْذر بنت قيس أيامًا حتى قَتَلَ الأسرى وفَرَّقَ السَّبْيَ، فدخلَ على رسول الله- ، فَتَحيَّيْت (٢) منه حياءً، فدعاني فأجْلَسني بين يديه فقال إن اخْتَرْتِ اللهَ ورسولَه، اختارك رسول الله لنفسه، فقلت: إني أخْتارُ اللهَ ورسولَه. فلما أسلمَتُ أعْتَقَني رسول الله (وتزوَّجني وأصدقني اثنتي عشرة أوقية ونَشاً، كما كان يصدق نساءه، وأعرس بي في بيت أم المنذر، وكان يَقسم لي كما كان يقسم لنسائه، وضرب عَلَىَّ الحجاب، وكان رسول الله ) (٣) معجباً بها، وكانَتْ لا تسأله شيئًا إلا أعطاها، فقيل لها: لو كنتِ سألتِ رسول الله بني قُرَيْظة لأعْتَقَهُم. فكانت تقول: لم يَخْلُ بي حتى فرَّق السَّبْيَ، ولقد كان يَخْلُو بها ويَسْتكثِرُ منها، فلم تَزَلْ عنده حتى ماتت مَرْجِعَه من حجة الوداعِ. فدفنها بالبقيع.

وكان تزويجه إياها في المُحرَّم سنةَ ستٍّ من الهجرة.

وقال ابن وهب (٤)، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، قال: واسْتَسرَّ رسول الله رَيْحانة من بني قُرَيظة، ثم أعتقَها فلحقت بأهلها.

وقال أبو عبيدة مَعْمَر بن المُثَنى (٥): كانت رَيْحانة بنت زَيْد بن شَمْعون من بني النَّضير، وقال بعضهم: من بني قُرَيْظة، وكانت تكون في نخلٍ من نخل الصَّدقة، فكان رسول الله يَقيلُ عندَها أحياناً، وكان سباها في شوال سنة أربع.

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة (٦): ثنا أحمد بن المِقْدام، ثنا زُهَير، عن سعيد، عن قتادة، قال: كانت لرسول الله وليدتان: مارية القبطية، ورُبَيْحة (٧) أو رَيْحانة بنت شَمْعون بن زيد بن خُنافة من بني عمرو بن قُرَيظة، كانت عند ابن عمٍّ لها، يُقال له: عبد الحكم فيما بلغني، وماتت قبلَ وفاةِ النبي .

وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: كانت لرسول الله أربعُ ولائد: مارية القِبْطية، وريحانة


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٨/ ١٢٩ - ١٣٠).
(٢) ط: (فتجنبت).
(٣) ما بين القوسين في ط.
(٤) تاريخ دمشق (٣/ ٢٤١).
(٥) تاريخ دمشق (٣/ ٢٤١ - ٢٤٢).
(٦) تاريخ دمشق (٣/ ٢٤٢).
(٧) ط: (وريحه).