للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمِّ أيْمَن بَرَكة، أخو أسامة لأُمِّه. قال ابن إسحاق (١): وكان على مَطْهَرة النبي ، وكان ممن ثَبَتَ يوم حُنَيْن، ويقال (٢): إنَّ فيه وفي أصحابه نزل قوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: ١١٠]. قال الشافعي: قُتِلَ أيمنُ مع النبيّ يومَ حُنَيْن. قال: فروايةُ مجاهدٍ عنه منقطعةٌ.

يعني بذلك ما رواه الثوري (٣)، عن منصور، عن مجاهد، عن عطاء، عن أيمن الحبشي قال: لم يَقْطَعِ النبيُّ السارِقَ إلا في المِجَنّ، وكان ثمن المجن يومئذ دينارًا (٤). وقد رواه أبو القاسم البَغَويّ في "معجم الصحابة" عن هارون بن عبد الله، عن أسود بن عامر، عن الحسن بن صالح، عن منصور، عن الحكم، عن مجاهد، وعطاءٍ، عن أيْمن، عن النبي نحوه.

وهذا يقتضي تَأخُّر موته عن النبيّ إن لم يكن الحديثُ مُدَلَّساً عنه، ويَحْتَمِلُ أن يكونَ أُريدَ غَيْره، والجمهورُ كابنِ إسحاق وغيره ذكروه (٥) فيمن قُتِل منَ الصَّحابة يومَ حُنَين، فالله أعلم.

ولابنه الحَجّاج بن أيْمَن مع عبد الله بن عمر قصة.

ومنهم باذام. وسيأتي ذكره في ترجمة طهمان.

ومنهم ثَوْبان بن بُجدُد. ويقال: ابن جَحْدَر، أبو عبد الله (٦)، ويقال (٢): أبو عبد الكريم، ويقال: أبو عبد الرحمن. أصلُه من أهل السَّراة مكانٌ بينَ مكَّة واليَمَن، وقيل: من حِمْير من أهل اليمن، وقيل: من ألهان، وقيل: من الحَكَم بن سَعْد العَشيرة، من مَذْحج، أصابه سِباء (٧) في الجاهلية. فاشتراه رسول الله ، فأعْتَقَهُ وخَيَّره إن شاء أن يَرْجع إلى قومه، وإن شاء يَثْبُتَ فإنه منهمِ أهلَ البيت. فأقام على وَلاءَ رسولِ الله ولم يُفارِقْهُ حَضَرًا ولا سَفَرًا حتى تُوفّي رسول الله . وشَهِدَ فتْحَ مِصْرَ أيامَ عُمر ونزلَ حِمْصَ بعدَ ذلك، وابْتَنَى بها دارًا، وأقام بها إلى أن مات سنة أربعٍ وخمسين، وقيل: سنة أربعٍ وأربعين، وهو خطأ. وقيل: إنه مات بمصر، والصحيح بحمص، كما قدَّمنا. والله أعلم.

روى له البُخاري، في كتاب "الأدب"، ومسلم في "صحيحه" وأهل السنن الأربعة.


(١) سيرة ابن هشام (٢/ ٤٤٣).
(٢) ط: (ويقول).
(٣) تاريخ دمشق (٤/ ٢٥٩).
(٤) أ، ط: (دينار).
(٥) ط: (وذكروه). والواو زائدة.
(٦) ترجمته في الاستيعاب (١/ ٢١٨)، وتاريخ دمشق - المجمع - السيرة (٢/ ٢٧١)، وطبعة دار الفكر (٤/ ٢٥٩) وأسد الغابة (١/ ٢٩٦)، والاصابة (١/ ٢٠٤) وتهذيب التهذيب (٢/ ٣١)، وسير أعلام النبلاء (٣٠/ ١٥).
(٧) ط: (سبي).