للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في (١) رواية ابن أبي عاصم حَدَّثَنَا عقبة بن مُكْرَم، ثنا محمد بن موسى، حَدَّثتنا عُلَيْلة بنت الكُمَيْت العَتكية (٢) قالت: حدّثتني أُمّي (٣) عن أمةِ اللّهِ خادم النَّبِيّ . أنَّ رسولَ اللهِ سَبَى صَفيَّةَ يومَ قُرَيْظَة والنضير، فأَعْتَقَها وأمهرها رَزِينة أم أمةِ اللهِ.

وهذا حديث غريب جدًا.

ومنهن أُمَيْمةُ. قال ابن الأثير (٤): وهي مولاة رسول اللّه . روى حديثَها أهلُ الشّام. روى عنها جُبَيْر بن نُفَيْر: أنها كانَتْ تُوضّئُ رسولَ اللهِ، فأتاه رجلٌ يومًا فقال له: أوْصِني، فقال: "لا تُشْرِكْ بالله شيئًا، وإن قُطعْتَ أو حُرِّقْتَ بالنار، ولا تَدَعْ صلاة مُتَعمِّدًا، فمنْ تَرَكَها مُتَعمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ منه ذِمَّةُ اللّه وذِمّة رسوله، ولا تَشْرَبَنَّ مُسْكرًا (٥) فإنَّه رأسُ كلِّ خَطيئة. ولا تَعْصينَّ والدَيْكَ وإن أَمَراك أن تَخْتَلِي (٦) من أهْلِكَ ودُنْياك" (٧).

ومنهن بَرَكَة (٨) أم أيْمَنَ وأم أُسامة بن زيد بن حارثة، وهي بَرَكةُ بنت ثَعْلَبة بن عَمْرو بن حِصْن (٩) بن مالك بن سَلَمة بن عمرو بن النعمان الحَبَشيَّة، غلبَ عليها كُنْيَتها أُمُّ أيْمن، وهو ابنُها من زوجها الأوَّل عُبَيْد بن زيد الحَبَشي، ثم تزوجها بعدَه زَيْدُ بن حارثة، فولدَتْ له أسامةَ بن زَيْدٍ، وتُعْرَفُ أيضًا بأم الظِّباء، وقد هاجَرَت الهِجْرَتَيْن ، وهي حاضنَةُ رسولِ الله مع أمّه آمنة بنت وهبٍ، وقد كانَتْ ممِّن وَرِثَها رسولُ اللّه من أبيه، قاله الواقدي (١٠) وقال غيره: بل ورثها من أمه، وقيل: بل كانت لأخت خديجة فَوَهَبْتها من رسول الله . وآمنت قديمًا وهاجَرَتْ، وتأخَّرتْ بعدَ النَّبِيّ .

وتقدَّم ما ذكرناه من زيارة أبي بكر وعمر إياها بعدَ وفاةِ النَّبِيّ وأنّها بَكَتْ، فقالا لها: أما تَعْلَمين أنّ ما عندَ اللهِ خَيْرٌ لرسول اللّه ؟ فقالت: بلى، ولكن أبكي لأنَّ الوحيَ قَد انْقَطَعَ من السِّماء، فَجَعلا يَبْكيان معها.


(١) أ: (ولكن وقع في) وبعدها بياض بقدر ثلاث كلمات وبعده (روى ابن أبي عاصم).
(٢) في أ: (العبلية).
(٣) ط: (قالت حدّثني أبي عن أم أمة الله).
(٤) أسد الغابة (٧/ ٢٦ - ٢٧) والإصابة (٤/ ٢٤٣).
(٥) في أسد الغابة (خمرًا).
(٦) في أسد الغابة (تُجْلى).
(٧) رواه الطبراني في "الكبير" (٢٤/ ١٩٠) وهو حديث حسن بشواهده.
(٨) ترجمتها في الاستيعاب (٤/ ١٧٩٣) وتاريخ دمشق لابن عساكر (٤/ ٣٠٢) وأسد الغابة (٧/ ٣٦) وتهذيب الكمال (٣٥/ ٣٢٩)، والإصابة (٤/ ٤٣٢ - ٤٣٤).
(٩) في بعض النسخ: "حُصين" وما هنا من الاستيعاب وأسد الغابة وتهذيب الكمال وغيرها.
(١٠) طبقات ابن سعد (٨/ ٢٢٣).