للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحد) (١) أئمة الصحابة، هاجر الهجرتين وشهد بدرًا وما بعدها، كان يَلي حَمْلَ نَعْلَي النَّبِيّ ، وَيَلي طهورَهُ، ويرحِّلُ دابَّتَه إذا أراد الركوب، وكانت له اليدُ الطُّولى في تفسير كلام الله، وله العلمُ الجمّ والفضلُ والحلمُ.

وفي الحديث (٢) أنَّ رسولَ اللّه قال لأصحابه - وقد جَعَلوا يعجبون من دِقَّةِ ساقَيْهِ - فقال: "والذي نَفْسي بيدِه لهما في الميزان أثقلُ من أُحُدٍ".

وقال عمر بن الخطاب في ابن مسعود (٣): هو كنيف (٤) مليء علمًا.

وذكروا أنه نحيف الخَلْق، حسن الخُلُقِ، يقال: إنّه كان إذا مشى يُسامِتُ الجُلوس (٥) وكان يشبه النَّبِيّ في هَدْيه ودَلّه وسَمْته، يعني أن يُشبَّه بالنبي في حركاته وسَكَناته وكلامه ويَتشَبَّه بما استطاع من عبادته.

توفي في أيام عثمان [بن عفان] سنة اثنتين - أو ثلاث - وثلاثين بالمدينة عن ثلاث وستين سنة، وقيل: إنه توفي بالكوفة، والأول أصحُّ.

ومنهن عُقْبَةُ بن عامر الجهَني (٦).

قال الإمام أحمد (٧): ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ابن جابر، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة بن عامر، قال: بينما أنا (٨) أقود برسول اللّه في نقب من تلك النقاب، إذ قال لي "يا عقبة ألا تركب؟ " قال: فأشْفَقْتُ أن تكونَ مَعْصيةً، قال: فنزلَ رسولُ اللّه وركبتُ هُنَيْهةً، ثم ركب، ثم قال: يا عقبة (٩) ألا أُعَلِّمُكَ سورتَيْن من خَيْر سورتين قرأ بها الناسُ؟ " قلت: بلى يا رسول الله، فأقرأني ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾، و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾. ثم أُقيمتِ الصَّلاةُ فَتَقَدَّمَ رسولُ الله فقرأ بهما. ثم مرَّ بي، فقال: "اقرأ بهما كُلَّما نِمْتَ وكُلَّما قُمْتَ". وهكذا رواه النَّسائي (١٠) من حديث الوليد بن مسلم


(١) ليس ما بين القوسين في ط.
(٢) مسند الإمام أحمد (١/ ٤٢٠ - ٤٢١)، وهو حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن.
(٣) طبقات ابن سعد (٢/ ٣٤٤).
(٤) قال ابن الأثير معلقًا على قول عمر: (كُنَيْف: هو تصغير تعظيم للكِنْفِ وهو الوعاء (النهاية: كنف)).
(٥) أ: (الخلق) وهو تحريف.
(٦) ترجمته في طبقات ابن سعد (٤/ ٣٤٣ - ٣٤٤)، والاستيعاب (٣/ ١٠٧٣)، وأسد الغابة (٤/ ٥٣)، وسير أعلام النبلاء (٢/ ٤٦٧ - ٤٦٩)، والإصابة (٣/ ٤٨٩).
(٧) مسند الإمام أحمد (٤/ ١٤٤).
(٨) ليس اللفظ في ط.
(٩) ط: (يا عقب).
(١٠) النسائيّ (٥٤٥٢) وفي "الكبرى" (٧٨٤٤)، وهو حديث صحيح.