للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن إسحاق (١): وكتب لرسول الله زيد بن ثابت، فإذا لم يَحْضُر ابنُ الأرقم وزيدُ بن ثابتٍ، كَتَبَ مَنْ حَضَرَ من الناس، وقد كتبَ عمرُ وعليّ وزيدٌ والمغيرةُ بن شعبة ومعاويةُ وخالدُ بن سعيدِ بن العاص، وغيرُهم ممن سُمّيَ من العرب.

وقال الأعمش: قلت لشَقيقِ بن سَلَمة: مَنْ كانَ كاتبَ النبيِّ ؟ قال عبدُ الله بن الأرْقَم، وقد جاءنا كتابُ عمرَ بالقادِسيّة وفي أسفله: وكتبَ عبد الله بن الأرْقَم.

وقال البيهقي (٢): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن صالح بن هانئ، ثنا الفضل بن محمد البيهقي، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا عبد العزيز بن أبي سَلَمَةَ الماجشون، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن عمر، قال: أتى النبيَّ كتابُ رجلٍ، فقال لعبد الله بن الأرْقَم: "أجِبْ عنّي"، فكتبَ جوابَه، ثم قرأه عليه، فقال: "أصَبْتَ وأحْسَنْتَ، اللَّهمّ وَفِّقْهُ" قال: فلما وَليَ عمر كان يشاوره. وقد رُويَ عن (٣) عمر بن الخطاب أنّه قال: ما رأيتُ أخْشَى للهِ منه -يعني في العمال- أُضِرّ قبلَ وفاته.

ومنهم، ، عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري الخزرجي (٤)، صاحبُ الأذان، أسلم قديمًا، فشهدَ عقبةَ السَّبعين، وحضرَ بَدْرًا وما بعدها، ومن أكبر مناقبه رُؤيَتُه الأَذان (٥) والإقامة في النوم، وعَرْضُه ذلك على رسول الله، وتقريرُه عليه، وقوله له: "إنها لرُؤْيا حَقٍّ فألْقِهِ على بلالٍ؛ فإنّه أنْدَى صوتًا منك" وقد قَدَّمْنا الحديثَ بذلك في موضعه. وقد رَوَى الواقدي (٦) بأسانيده عن ابن عباس أنه كتب كتابًا لمن أسلم من جُرَش فيه الأمرُ لهم بإقامة الصلاة، وإيتاءِ الزَّكاة، وإعطاء خُمُس المَغْنَم. وقد توفي سنة اثنتين وثلاثين، عن أربعٍ وستّين سنةً، وصلَّى عليه عثمان بنُ عفَّان .

ومنهم، ، عبد الله بن سعد بن أبي سَرْحٍ (٧)، القُرَشي العامري (٨)، أخو عثمان بن


(١) تاريخ دمشق -السيرة- (٢/ ٣٤).
(٢) في "السنن الكبرى" (١٠/ ١٢٦).
(٣) ليست في ط.
(٤) ترجمته في طبقات ابن سعد (٣/ ٥٣٦ - ٥٣٧)، وتاريخ دمشق -السيرة- مجمع دمشق (٢/ ٣٤١ - ٣٤٥) وأسد الغابة (٣/ ٢٤٧)، وسير أعلام النبلاء (٢/ ٣٧٥ - ٣٧٧).
(٥) تاريخ دمشق -السيرة- مجمع (٢/ ٣٤٢ - ٢٤٣).
(٦) تاريخ دمشق -السيرة- مجمع دمشق (٢/ ٣٤٢).
(٧) ترجمته في طبقات ابن سعد (٧/ ٤٩٦)، والاستيعاب (٩١٨)، وتاريخ دمشق -السيرة- مجمع السيرة (٢/ ٣٤١) وأسد الغابة (٣/ ١٧٣) وسير أعلام النبلاء (٣/ ٣٣ - ٣٥) والإصابة (٢/ ٣١٦ - ٣١٨).
(٨) ليس اللفظ في أ.