للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وحدّثنا علي بن الجَعْد، حدَّثنا ابن أبي ذئب، عن عجلان، عن أبي هريرة، عن النبي ، أنَّه قال: "إني لأنظرُ إلى ما ورائي كما أنظر إلى ما بين يدي، فأقيموا صفوفكم، وأحسنوا ركوعكم وسجودكم".

وحدَّثنا سعيد بن سليمان، حدَّثنا أبو أسامة، حدَّثنا الوليد بن كثير، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكر حديثًا، فيه أن رسول الله قال: "إني والله لأبصر من ورائي؛ كما أبصر من بين يدي".

ورواه من طريق محمد بن إسحاق، عن سعيد، عن أبي هريرة، بمثله. وهو في الصحيحين من طريق مالك، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله قال: "هل ترون قبلتي هاهنا، فوالله ما يخفى عليَّ خشوعكم ولا ركوعكم ولا سجودكم، إني أراكم من وراء ظهري" (١).

ثم روى الحميدي، عن سفيان، عن داود بن سابور، وحميد الأعرج، وابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ [الشعراء: ٢١٩] قال: كان رسول الله يرى مَن خلفه كما يرى من بين يديه.

ثم روى عن عمرو بن عثمان الحمصي وغيره، عن بقيّة، حدّثني حبيب بن أبي موسى -وهو ابن صالح- قال: كان لرسول الله عينان في قفاه يُبصرُ بهما مَن وراءَه. وهذا غريب جدًا.

وقال الإمام أحمد (٢): حدَّثنا محمد (٣) بن جعفر، حدَّثنا عوفُ بن أبي جَميلة، عن يزيد الفارسيّ، قال: رأيتُ رسولَ الله في النوم في زمن ابن عباس، قال: وكان يزيدُ يكتب المصاحفَ، قال: فقلتُ لابن عباس: إني رأيتُ رسولَ الله في النوم، قال ابنُ عباس: فإن رسولَ الله كان يقول: "إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبَّه بي، فمن رآني في النوم (٤) فقد رآني" فهل تستطيعُ أن تنعتَ لنا هذا الرجلَ الذي رأيتَ؟ قال: قلت: نعم، رأيتُ رجلًا بين الرجلين، جسمُه ولحمُه، أسمرُ إلى البياض، حَسنُ المَضْحَك، أكحلُ العينين، جميلُ دوائر (٥) الوجه، قد ملأت لحيتُه من هذه إلى هذه، حتى كادت تملأُ نحرَه. قال عوف: لا أدري ما كان مع هذا من النعت. قال: فقال ابنُ عباس: لو رأيتَه في اليقظة ما استطعتَ أن تنعتَه فوق هذا (٦).


(١) رواه البخاري في صحيحه رقم (٧٤١) في الأذان، ومسلم في صحيحه رقم (٤٢٤) في الصلاة، ومالك في الموطأ (١/ ١٦٧) في قصر الصلاة.
(٢) في المسند (١/ ٣٦١).
(٣) كذا في أ والمسند (١/ ٣٦١) وفي المطبوع: حدثنا جعفر وهو خطأ، وهو غندر.
(٤) في المطبوع: فمن رآني فقد رآني. وهذا نقص مخل بالمعنى، وما أثبته من (أ) والمسند (١/ ٣٦١).
(٥) كذا في المسند، وفي أ: جميل دائرة الوجه.
(٦) إسناده ضعيف، لضعف يزيد الفارسي أو جهالته، وهو ما لا يحتمل تفرده، ولا عبرة بقول الهيثمي في مجمع =