للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا غريب من هذا الوجه، ولم يخرجوه، وإسناده جيد.

وروى محمدُ بن سعد (١)، عن إسماعيل بن أبي فُديك، عن موسى بن يعقوب الزمعي، عن سهل مولى عتيبة، أنه كان نصرانيًا من أهل مريس، وأنه كان في حِجر أمه وعمه، وأنه قال: قرأت يومًا في مصحف لعمي، فإذا فيه ورقة بغير الخط، وإذا فيها نعت محمد : لا قصير ولا طويل أبيض ذو ضفيرتين، بين كتفيه خاتم، يُكثِرُ الاحتباءَ، ولا يَقبل الصدقة، ويركب الحمارَ والبعير، ويحتلبُ الشاة، ويلبَس قميصًا مرقوعًا، ومن فعل ذلك فقد برئ من الكِبر، وهو من ذرية إسماعيل، اسمه أحمد. قال: فلما جاء عمي ورآني قد قرأتها ضربني، وقال: مالك وفتح هذه؟ فقلت: إن فيها نعت أحمد، فقال: إنه لم يأت بعد.

وقال الإمام أحمد (٢): حَدَّثَنَا إسماعيل، حَدَّثَنَا أيوب، عن عمرو بن سعيد، عن أنس، قال: ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله . وذكر الحديث.

ورواه مسلم (٣) عن زهير بن حرب، عن إسماعيل بن عليّة، به.

وقال الترمذي في "الشمائل" (٤): حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، حَدَّثَنَا أبو داود، عن شُعبة، عن الأشعث بن سُلَيم، [قال]: سمعتُ عمتي تحدِّث عن عمِّها، قال: بينا أنا أمشي بالمدينة إذا إنسان خلفي يقول: "ارفع إزارَك فإنه أنقى وأبقى"، فإذا هو رسول الله، فقلت: يا رسولَ الله إنما هي بُردة ملحاء، قال: "أما لك فيَّ أسوة؟ " (فنظرتُ) فإذا إزارُه إلى نصف ساقيه.

ثم قال (٥): حَدَّثَنَا سويد بن نصر، حَدَّثَنَا عبد الله بن المبارك، عن موسى بن عُبيدة، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: كان عثمان بن عفان متزرًا إلى أنصاف ساقيه، قال: هكذا كانت إزرَة صاحبي .

وقال أيضًا (٦): حَدَّثَنَا يوسف بن عيسى، حَدَّثَنَا وكيع، حَدَّثَنَا الربيع بن صبيح، حَدَّثَنَا يزيد بن أبان، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله يُكثر القناع (٧)، كأن ثوبه ثوب زيات.


(١) الطبقات الكبرى (١/ ٣٦٣).
(٢) رواه الإمام أحمد في المسند (٣/ ١١٢).
(٣) في صحيحه (٢٣١٦) في الفضائل.
(٤) رواه الترمذي في الشمائل رقم (١٢٠) باب ما جاء في صفة إزار رسول الله وإسناده ضعيف لجهالة عمة الأشعث بن سليم.
(٥) الشمائل (١٢١)، وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي.
(٦) الشمائل (٣٣) و (١٢٦).
(٧) القناع: الدهن الذي يتطيب به.