للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلتُ لعائشة: كيف كان رسول الله في أهله؟ قالت: كان ألينَ الناس، وأكرمَ الناس، وكان ضحَّاكًا بسَّامًا.

وقال أبو داود الطيالسي: حَدَّثَنَا شعبة، حدَّثني مسلم أبو عبد الله الأعور، سمع أنسًا يقول: كان رسولُ الله يُكثرُ الذكر، ويُقِلُّ اللَّغو، ويركبُ الحِمار، ويلبسُ الصُّوف، ويُجيب دعوة المملوك، ولقد رأيته يوم خيبر على حمار خطامه من ليف (١).

وفي الترمذي وابن ماجه (٢)، من حديث مسلم بن كيسان الملائي، عن أنس بعض ذلك.

وقال البيهقيّ (٣): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ -إملاء- حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن جعفر الآدمي القاري ببغداد، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدَّورَقي، حَدَّثَنَا أحمد بن نصر بن مالك الخُزَاعي، حَدَّثَنَا علي بن الحسين بن وَاقِد، عن أبيه، قال: سمعتُ يحيى بنَ عقيل يقول: سمعت عبدَ الله بن أبي أَوفى يقول: كان رسولُ الله يُكثر الذكرَ، ويُقِلُّ اللغوَ، ويُطيل الصلاةَ، ويقصرُ الخطبةَ، ولا يَستنكفُ أن يمشيَ مع العبد، ولا مع الأرملة، حتى يَفرُغَ لهم من حاجاتهم.

ورواه النسائي (٤)، عن محمد بن عبد العزيز، عن أبي زرعة، عن الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن يحيى بن عقيل الخزاعي البصري، عن ابن أبي أوفى، بنحوه (٥).

وقال البيهقي (٦): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حَدَّثَنَا أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه بالريّ، حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن الفرج الأزرق، حَدَّثَنَا هاشم بن القاسم، حَدَّثَنَا شيبان أبو معاوية، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبي بُردَة، عن أبي موسى، قال: كان رسولُ الله يركبُ الحمار، ويلبسُ الصوف، ويَعتَقِلُ الشاةَ، ويَأتي مُراعاة الضيف.


(١) رواه أبو داود الطيالسي رقم (٢٤٢٥) وهو في دلائل النبوة؛ للبيهقي (١/ ٣٣٠) والخطام: حبل تقاد به الدابة. في سنده مسلم بن كيسان الأعور أبو عبد الله، وهو ضعيف.
(٢) رواه الترمذي في الجامع رقم (١٠١٧) في الجنائز، وقال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه إِلَّا من حديث مسلم عن أنس، ومسلم الأعور يُضعَّف، وهو مسلم بن كيسَان الملائي تُكلم فيه، وقد روى عنه شعبة وسفيان.
ورواه الترمذي في الشمائل رقم (٣٢٥) باب ما جاء في تواضع رسول الله ، وابن ماجه في سننه رقم (٤١٧٨) في الزهد. وإسناده ضعيف كما قال الترمذي.
(٣) دلائل النبوة؛ للبيهقي (١/ ٣٢٩).
(٤) في المجتبى (٣/ ١٠٨) وفي الكبرى (١٧١٦)، والدارمي (١٦٤٢) وينظر تحفة الأشراف (٥١٨٣).
(٥) وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢/ ٦١٤) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" هكذا قال وهو وهم منه فإن الحسين بن واقد لم يَرْوِ له البخاري إِلَّا تعليقًا، وشيخه يحيى بن عقيل الخزاعي البصري لم يخرج له شيئًا في الصحيح، وإنما روى له في "الأدب المفرد" وهما صدوقان من رجال مسلم.
(٦) دلائل النبوة؛ للبيهقي (١/ ٣٢٩).