للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رواية له عنه أيضًا: ما أكلَ رسولُ الله على خوان، ولا فى سكرجة، ولا خُبِزَ له مرقق، فقلت لأنس: فعلى ما كانوا يأكلون؟ قال: على السُّفَر.

وله من حديث قتادة أيضًا، عن أنس؛ أنه مشى إلى رسول اللّه بخبز شعير وإهَالةٍ سَنِخَة، ولقد رهن درعَه من يهودي، فأخذ لأهله شعيرًا، ولقد سمعته ذات يوم يقول: ما أمسى عند آل محمد صاع ثمر ولا صاع حدب (١).

وقال الإمام أحمد (٢): حَدَّثنا عفان، حدَّثنا أبان بن يزيد، حدَّثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول اللّه لم يجتمع له غداء ولا عشاء من خبز ولحم إلا على ضَفَفٍ.

ورواه الترمذي في "الشمائل" (٣) عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عن عفان. وهذا الإسناد على شرط الشيخين.

وقال أبو داود الطيالسي (٤): حدَّثنا شعبة، عن سماك بن حرب، سمعت النعمان بن بشير يقول: سمعت عمر بن الخطاب يخطب، فذكر ما فتح اللّه على الناس، فقال: لقد رأيتُ رسولَ اللّه يتلوَّى من الجوع، ما يجد من الدقل ما يملأُ بطنه. وأخرجه مسلم (٥) من حديث شعبة.

وفي الصحيح أن أبا طلحة قال: يا أم سليم، لقد سمعت صوت رسول اللّه أعرف فيه الجوع (٦) … وسيأتي الحديث في دلائل النبوة.

وفي قصة أبي الهيثم بن التَّيِّهان: أن أبا بكر وعمر خرجا من الجوع، فبينما هما كذلك إذ خرج رسول الله، فقال: "ما أخرجكما؟ " فقالا: الجوع، فقال: "والذي نفسي بيده لقد أخرجني الذي أخرجكما" فذهبوا إلى حديقة أبي الهيثم بن التَّيِّهان، فأطعمهم رطبًا، وذبح لهم شاة، فأكلوا وشربوا الماء البارد، وقال رسول اللّه : "هذا من النعيم الذي تُسألون عنه" (٧).


(١) رواه البخاري في صحيحه رقم (٢٠٦٩) في البيوع.
و "الإهالة": الدهن الذي يُؤتدم به. و"السنخة": المتغيرة الرائحة.
(٢) في المسند (٣/ ٢٧٠).
(٣) الترمذي في الشمائل رقم (٣٧٦) باب ما جاء في عيش رسول اللّه . و"الضفف": كثرة الأيدي على الطعام، وقيل: الأكَلَة أكثر من الطعام.
(٤) مسنده (٥٧).
(٥) مسلم في صحيحه: رقم (٢٩٧٦) في الزهد.
و"الدَّقل": التمر الرديء.
(٦) رواه البخاري في صحيحه رقم (٣٥٨٧) في المناقب.
(٧) رواه مسلم رقم (٢٠٣٨) في الأشربة.