للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد حرَّرنا هذا فيما تقدم في كتابنا "التفسير" (١).

فأما حديث رد الشمس بعد مغيبها: فقد أنبأني شيخُنا المسند الرَّحَّالة بهاء الدين القاسم بن المظفر بن تاج الأمناء بن عساكر (٢) إذنًا، قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن عساكر المشهور بالنسَّابة، قال: أخبرنا أبو المظفر بن القُشَيري وأبو القاسم المستملي، قا لا: حدَّثنا أبو عثمان المحبر، أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن الحسن الدَّنْدَقاني (٣) بها، أخبرنا محمد بن أحمد بن محبوب. وفي حديث ابن القشيري: حدَّثنا أبو العباس المَحبوبي، حدَّثنا سعيد بن مسعود "ح" قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر، وأخبرنا أبو الفتح الماهاني، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن منده، أخبرنا عثمان بن أحمد الننسي، أخبرنا أبو أميّة محمد بن إبراهيم، قال: حدَّثنا عبيدُ اللّه بن موسى، حدَّثنا فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن، زاد أبو أميّة بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عُمَيس، قالت: كان رسولُ اللّه يُوحى إليه ورأسه في حِجر عليّ، فلم يُصَلِّ العصرَ حتى غربت الشَّمسُ، فقال رسول اللّه : "صَلَّيتَ العصرَ؟ " وقال أبو أمية: "صَلّيتَ يا علي؟ " قال: لا، قال رسول اللّه ، وقال أبو أمية: فقال النبي : "اللهم إنه كان في طاعتِك وطاعةِ نبيّك" وقال أبو أمية: "رسولك، فاردد عليه الشمسَ" قالت أسماء: فرأيتُها غَرُبَت ثم رأيتُها طَلَعت بعدما غَرُبَت".

وقد رواه الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في "الموضوعات" (٤) من طريق أبي عبد اللّه بن منده كما تقدم، ومن طريق أبي جعفر العقيلي: حدَّثنا أحمد بن داود، حدَّثنا عمّار بن مطر، حَدَّثنا فضيل بن مرزوق، فذكره.

ثم قال: وهذا حديث موضوع، وقد اضطربَ الرواةُ فيه، فرواه سعيدُ بن مَسعود، عن عُبيد اللّه بن موسى، عن فُضَيل بن مرزوق، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن دينار، عن عليّ بن الحسن، عن فاطمة بنت عليّ، عن أسماء. وهذا تخليط في الرواية.

قال: وأحمد بن داود ليس بشيء، قال الدارقطني (٥): متروك كذاب، وقال ابن حِبّان (٦): كان


(١) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٤/ ٢٦٠).
(٢) ابن عساكر: القاسم بن أبي غالب المظفر محمود، من بني هبة اللّه بن عساكر الدمشقي، طبيب، عالم بالحديث، سمع منه ابن كثير، ومولده ووفاته بدمشق، توفي سنة ٧٢٣ هـ. الدرر الكامنة (٣/ ٢٣٩) والأعلام (٥/ ١٨٦).
(٣) نسبة إلى الدنداقان، وهي بليدة عند مرو، خرج منها جماعة من المحدثين، اللباب (١/ ٤٢٦).
(٤) الموضوعات؛ لابن الجوزي (١/ ٣٥٥ - ٣٥٦).
(٥) الضعفاء والمتروكون (٥٢).
(٦) المجروحين (١/ ١٤٦).