للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاضطربت تلك السَّاريةُ كحنين الناقة، حتى سمعَها أهلُ المسجد، حتى نزلَ إليها رسولُ الله فاعتنقَها فسكنت. وقال رَوح: فسكتت.

وهذا إسناد على شرط مسلم ولم يخرجوه.

طريق أخرى عن جابر: قال الإمام أحمد (١): حدَّثنا محمد بن أبي عديّ، عن سُليمان، عن أبي نَضرةَ، عن جابر، قال:

كان رسولُ الله يقومُ في أصلِ شجرةٍ -أو قال: إلى جِذعٍ- ثم اتخذَ منبرًا، قال: فحنَّ الجِذعُ، قال جابر: حتى سمعَه أهلُ المسجد، حتى أتاه رسولُ الله فمسحَه فسكنَ، فقال بعضُهم: لو لم يأتِه لحنَّ أبَدًا إلى يومِ القيامة.

وهذا على شرط مسلم، ولم يروه إلا ابن ماجه (٢)، عن بَكر بن خَلف، عن ابن أبي عديٍّ، عن سُليمان التَّيمِيِّ، عن أبي نَضرَةَ - المُنذِر بن مالك بن قُطَعَةً (٣) العَبديِّ النَّضريِّ، عن جابر، به.

الحديث الرابع عن سهل بن سعد: قال أبو بكر بن أبي شيبة (٤): حدَّثنا سفيان بن عيينة، عن أبي حازم، قال: أتَوا سهلَ بن سعد فقالوا: من أيّ شيءٍ منبرُ رسول الله ؟ فقال: كان رسولُ الله يستندُ إلى جِذعٍ في المسجد يُصلِّي إليه إذا خطبَ، فلما اتَّخذَ المِنبَرَ فصَعِدَ حنَّ الجِذعُ، حتى أتاه رسولُ الله فوطَّنَه حتى سكنَ.

وأصل هذا الحديث في الصحيحين (٥)، وإسناده على شرطهما. وقد رواه إسحاق بن راهويه، وابن أبي فديك، عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، عن جده، ورواه عبدُ الله بن نافع، وابنُ وهب، عن عبد الله بن عمر، عن عباسِ بن سهل، عن أبيه، فذكره.

ورواه ابنُ لهيعة، عن عمارة بن عرفة، عن ابن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، بنحوه.

الحديث الخامس عن عبد الله بن عباس: قال الإمام أحمد (٦): حدَّثنا عفَّان، حدَّثنا حمَّادٌ، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس :


(١) رواه الإمام أحمد في المسند (٣/ ٣٠٦).
(٢) في سننه رقم (١٤١٧) في إقامة الصلاة.
(٣) في المطبوع: "قطفة" وهو تحريف قبيح.
(٤) مسند ابن أبي شيبة (٨٧).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٣٧٧) في الصلاة، ومسلم في صحيحه رقم (٥٤٤) (٤٥).
(٦) في مسنده (١/ ٢٤٩).