للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن رسولَ الله كان يخطبُ إلى جِذعٍ قبلَ أن يتَّخِذَ المنبر، فلما اتَّخذَ المنبر وتحوَّل إليه، حنّ عليه، فأتاه فاحتضنَه فسكنَ، قال: "ولو لم أحتضنه لحنَّ إلى يوم القيامة".

وهذا الإسنادُ على شرط مسلم، ولم يروه إلا ابن ماجه (١)، من حديث حماد بن سلمة.

الحديث السادس عن عبد الله بن عمر: قال البخاري (٢): حدَّثنا محمد بن المثنى، حدَّثنا يحيى بن كثير أبو غسان، حدَّثنا أبو حفص واسمُه عمر بن العلاء -أخو أبي عمرو بن العلاء- قال: سمعتُ نافعًا، عن ابن عمر ، قال:

كان النبيُّ يخطبُ إلى جِذعٍ، فلما اتَّخذَ المِنبَر تحوَّل إليه، فحنّ الجذعُ، فأتاهُ فمسحَ يدَه عليه.

وقال عبد الحميد: أخبرنا عثمان بن عمر، أخبرنا معاذُ بن العلاء، عن نافع بهذا. ورواه أبو عاصم، عن ابن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي . وهكذا ذكره البخاري.

وقد رواه الترمذي (٣)، عن عمرو بن علي الفَلَّاس، عن عثمان بن عمرو ويحيى بن كثير أبي غَسَّان العنبري (٤)، كلاهما عن معاذ بن العلاء، به. وقال: حسن صحيح غريب.

قال شيخنا الحافظ أبو الحجَّاج المِزِّي في "أطرافه" (٥): ورواه علي بن نصر بن علي الجهضمي، وأحمد بن خالد الخلال، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي في آخرين، عن عثمان بن عمر، عن معاذ بن العلاء. قال: وعبد الحميد هذا -يعني: الذي ذكره البخاري- يقال: إنه عبدُ بن حميد، والله أعلم.

قال شيخُنا: وقد قيل: إن قول البخاري: عن أبي حفص، واسمه عُمر (٦) بن العلاء، وهمٌ، والصواب معاذ بن العلاء؛ كما وقع في رواية الترمذي.

قلت: وليس هذا ثابتًا في جميع النسخ، ولم أرَه في النسخ التي كتبتُ منها تسميته بالكلية، والله أعلم.

وقد روى هذا الحديث الحافظ أبو نُعيم (٧)، من حديث عبد الله بن رجاء، عن عبد الله بن عمر.

ومن حديث أبي عاصم، عن ابن أبي رواد، كلاهما عن نافعٍ، عن ابن عمر، قال:


(١) في إقامة الصلاة من سننه (١٤١٥).
(٢) في صحيحه (٣٥٨٣) في دلائل النبوة.
(٣) رواه في الجامع رقم (٥٠٥) في الصلاة.
(٤) في المطبوع: "ويحيى بن كثير عن أبي غسان العنبري " وهو تحريف ظاهر.
(٥) تحفة الأشراف (٥/ ٦١٠) عقيب حديث ٨٤٤٩ (تحقيق الدكتور بشار).
(٦) في المطبوع " عمرو " خطأ، وما أثبتناه من التحفة والبخاري.
(٧) لم أجده في المطبوع من دلائل أبي نعيم.