للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رُوي من حديث محمد بن إسماعيل البخاري في "التاريخ" (١): حدَّثني أبو طلحة، حدَّثني سفيان بن حمزة الأسلمي، سمعَ عبد الله بن عامر الأسلمي، عن ربيعةَ بن أوس، عن أنس بن عمرو، عن أهبان بن أوس، قال: كنتُ في غنمٍ لي، فكلَّمه الذئب وأسلَم. قال البخاري: إسنادُه ليس بالقوي.

ثم روى البيهقيُّ عن أبي عبد الرحمن السُّلميّ، سمعتُ الحسينَ بن أحمد الرازي، سمعتُ أبا سُليمان المقري يقول:

خرجت في بعض البلدان على حمار فجعلَ الحمارُ يَحيد بي عن الطريق، فضربتُ رأسَه ضرباتٍ، فرفعَ رأسَه إليَّ وقال: اضرب يا أبا سُليمان، فإنما على دماغِك هو ذا تضرب، قال: قلت له: كلَّمَك كلامًا يُفهم! قال: كما تُكلِّمني وأكلِّمك.

حديث آخر عن أبي هريرة في الذئب: وقد قال سعيدُ بن منصور: حدَّثنا حَبَّان بن على، حدَّثنا عبد الملك بن عُمير، عن أبي الأدبر الحارثي، عن أبي هريرة قال:

جاء الذئبُ فأقعى بين يدي النبيِّ وجعلَ يُبَصبِصُ بذنبه، فقال رسول الله : "هذا وافدُ الذئاب، جاءَ ليسألكم أن تجعلوا له من أموالكم شيئًا، قالوا: والله لا نفعلُ، وأخذَ رجلٌ من القوم حَجَرًا فرماه فأدبرَ الذئبُ وله عُوَاء، فقال رسولُ الله : "الذئبُ، وما الذئبُ؟ ".

وقد رواه البيهقيُّ (٢)، عن الحاكم، عن أبي عبد الله الأصبهاني، عن محمد بن مسلمة، عن يزيد بن هارون، عن شعبة، عن عبد الملك بن عُمير، به.

ورواه الحافظُ أبو بكر البزار (٣)، عن محمد بن المثنى، عن غُندر، عن شعبة، عن عبد الملك بن عُمير، عن رجل، عن مَكحول، عن أبي هريرة، فذكره. وعن يوسف بن موسى، عن جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عُمير، عن [زياد] أبي الأوبر، عن أبي هريرة، قال:

صلَّى رسولُ الله يومًا صلاةَ الغداة ثم قال: " هذا الذئبُ، وما الذئبُ؟ جاءَكم يسألُكم أن تعطوه أو تشركوه في أموالِكم، فرمَاه رجلٌ بحجر فمرَّ -أو ولَّى- وله عُوَاء".

وقال محمدُ بن إسحاق: عن الزهري، عن حمزة بن أبي أُسَيدٍ، قال:

خرجَ رسولُ الله في جَنازة رجلٍ من الأنصار بالبقيع، فإذا الذئبُ مُفترشًا ذِراعيه على الطريق،


(١) التاريخ الكبير؛ للبخاري (١/ ٢/ ٤٥).
(٢) في دلائل النبوة (٦/ ٤٠) عن سعيد بن منصور، و (٦/ ٣٩) عن الحاكم. وفي إسناده حبان بن علي قال الحافظ في التقريب: ضعيف. وعبد الملك بن عمير تغير حفظه وربما دلس.
(٣) كشف الأستار للهيثمي (٣/ ١٤٣) رقم (٢٤٣٢).