للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن يحيى بن منده، حدَّثنا علي بن الحسن بن سالم، حدَّثنا الحسين الرفاء، عن عبد الملك بن عُمير، عن أنس، وحدَّثنا سليمان - هو الطبراني -: حدَّثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، حدَّثنا هشام بن يُونس اللؤلؤي، حدَّثنا حسين بن سليمان الرفاء، عن عبد الملك بن عُمير، عن أنس بن مالك قال:

كنتُ مع النبي في غزوة تبوك فشردَت عليَّ غنمي، فجاءَ الذئبُ فأخذَ منها شاةً، فاشتدَّ الرِّعَاءُ خلفَه، فقال: طعمةٌ أطعمنيها الله تنزعونَها مني؟ قال: فبُهِتَ القومُ، فقال: " ما تعجبون من كلام الذئب وقد نزلَ الوحيُ على محمدٍ فمن مُصدّق ومكذّب" (١).

ثم قال أبو نُعيم: تفرَّد به حسين بن سليمان، عن عبد الملك.

قلت: الحسين بن سليمان الرفاء هذا يُقال له الطلحي كوفي، أورد له ابن عديّ عن عبد الملك بن عُمير أحاديثَ، ثم قال: لا يُتابع عليها (٢).

حديث ابن عمر في ذلك: قال البيهقي: أخبرنا أبو سعدٍ الماليني، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، حدَّثنا عبد الله بن أبي داود السجستاني، حدَّثنا يعقوب بن يوسف بن أبي عيسى، حدَّثنا جعفر بن حسن، أخبرني أبو حسن، حدَّثنا عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، قال: قال ابن عمر:

كان راعٍ على عهد رسول الله ، إذ جاءَ الذئبُ فأخذَ شاةً ووثبَ الراعي حتى انتزعَها من فيه، فقال له الذئبُ: أما تتقي الله أن تمنعني طعمة أطعمنيها الله تنزعُها مني؟ فقال له الراعي: العجبُ من ذئبٍ يتكلَّم، فقال الذئبُ: أفلا أدلُّك على ما هو أعجبُ من كلامي؟ ذلك الرجل في النخل يُخبر الناس بحديث الأوّلين والآخرين أعجبُ من كلامي، فانطلقَ الراعي حتى جاءَ رسولَ الله فأخبرَه وأسلم، فقال له رسول الله : "حدِّث به الناسَ" (٣).

قال الحافظ ابن عديّ: قال لنا أبو بكر بن أبي داود: وَلدُ هذا الراعي يُقال لهم: بنو مُكلّم الذئب، ولهم أموالٌ ونَعَمٌ، وهم من خزاعة، واسم مُكلّم الذئب أَهبَان، قال: ومحمد بن أشعث الخزاعي من ولده.

قال البيهقي (٤): فدلَّ على اشتهار ذلك، وهذا مِمَّا يُقَوِّي الحديثَ.


(١) لم أجده في دلائل النبوة لأبي نعيم المطبوع - وإسناده ضعيف كما قال المصنف.
(٢) الكامل في الضعفاء (٢/ ٧٧٣).
(٣) من المؤكد أن هذه الرواية سقطت من دلائل النبوة؛ للبيهقي. وفيه بعض السند وبعض كلام الحافظ ابن عدي، وحديث كلام الذئب للراعي بطرق متعددة مبسوط في الدلائل (٦/ ٤٤).
(٤) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ٤٤) وفي إسناده جهالة.