للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال البيهقي: وروي ذلك عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير، وذكرَ فيها بئرَ أريس، كما ذكرنا في رواية ابن المسيب.

قال البيهقي (١): والأمرُ فيها: أن النبىِّ اتخذَ خاتمًا فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر من بعده، ثم كان في يد عمر، ثم كان في يدِ عثمان حتى وقعَ منه في بئر أريس بعدما مضى من خلافته ست سنين، فعند ذلك تغثرت عمّاله، وظهرت أسبابُ الفتن، كما قيل على لسان زيد بن خارجة.

قلت: وهي المرادة من قوله: مضت اثنتان وبقي أربع، أو مضت أربع وبقي اثنتان، على اختلاف الرواية، واللّه أعلم.

وقد قال البخارى (٢) في "التاريخ": زيدُ بن خارجة الخزرجي الأنصاري شهِدَ بدرًا، تُوفي زمنَ عثمان، وهو الذي تكلَّم بعد الموت.

قال البيهقي (٣): وقد روي في التكلُّم بعد الموت، عن جماعة بأسانيد صحيحة، واللّه أعلم.

قال ابن أبي الدنيا: حدَّثنا خلف بن هشام البرار، حدَّثنا خالد الطحان، عن حصين، عن عبد الله بن عُبيد الأنصاري:

أن رجلًا من بني (٤) سلمة تكلَّم فقال: محمدٌ رسولُ الله، أبو بكر الصدّيق، عثمان اللّين الرحيم، قال: ولا أدري إيش قال في عمر (٥).

كذا رواه ابن أبي الدنيا في كتابه (٦).

وقد قال الحافظ البيهقي: أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا علي بن عاصم، أخبرنا حُصَينُ بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عُبيد الأنصاري، قال:

بينما هم يُثوِّرون (٧) القتلى يوم صفين أو يوم الجمل، إذ تكلَّم رجلٌ من الأنصار من القتلى، فقال: محمدٌ رسولُ الله، أبو بكرٍ الصدِّيق، عمرُ الشهيد، عثمان الرحيم، ثم سكت (٨).


(١) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ٥٧).
(٢) التاريخ الكبير؛ للبخاري (٢/ ١/ ٣٨٢).
(٣) دلائل النبوة (٦/ ٥٨).
(٤) في دلائل البيهقي: من قتلى مسيلمة.
(٥) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ٥٨).
(٦) من عاش بعد الموت؛ لابن أبي الدنيا (٣٧) وفي إسناده عبد الله بن عبيد الأنصاري مجهول.
(٧) "يُثورون": يرفعون القتلى للدفن.
(٨) دلائل النبوة (٦/ ٥٨) وفي إسناده عبد الله بن عبيد الأنصاري، قال الحافظ في التقريب: مجهول.