للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رواه أسباطُ بن نصر وزائدةُ والثوريُّ، عن إسماعيل السُّديِّ، عن رِفاعة بن شدَّاد القِتْباني، فذكرَ نحوه (١).

وقال يعقوبُ بن سفيان: حدَّثنا أبو بكر الحُميدي، حدَّثنا سُفيان بن عُيينة، عن مجالد، عن الشعبي قال: فاخرتُ أهلَ البصرة فغلبتُهم بأهل الكوفة، والأحنفُ ساكتٌ لا يتكلَّم، فلما رآني غلبتُهم أرسلَ غلامًا له فجاءَ بكتاب فقال: هاكَ اقرأْ. فقرأتُه فإذا فيه: من المختار إليه، يذكرُ أنَّه نبي، يقولُ الأحنف: أنَّى فينا مثلُ هذا (٢).؟!

وأما الحجَّاج بن يُوسف، فقد تقدَّم الحديث أنه الغلام المبير الثقَفِي، وسنذكرُ ترجمته إذا انتهينا إلى أيامه، فإنَّه كان نائبًا على العراق لعبد الملك بن مَرْوان، ثم لابنه الوليد بن عبد الملك، وكان من جبابرة الملوك، على ما كان فيه من الكَرم والفصاحة على ما سنذكره.

وقد قال البيهقي: حدَّثنا الحاكم، عن أبي نصر الفقيه، عن عثمان بن سعيد الدَّارميِّ، أنَّ معاويةَ بن صالح حدَّثه، عن شُريح بن عُبيد، عن أبي عَذَبَةَ قال: جاءَ رجلٌ إلى عمرَ بن الخطاب، فأخبرَه أنَّ أهلَ العراق قد حَصَبُوا أميرَهم، فخرجَ غضبانَ، فصلَّى لنا الصَّلاةَ، فسَها فيها حتَّى جعلَ النَّاسُ يقولون: سبحان الله! سبحان الله! فلمَّا سلَّمَ أقبلَ على النَّاس، فقال: من هاهنا من أهل الشام؟ فقام رجل ثم قام آخر، ثم قمت أنا ثالثًا أو رابعًا، فقال: يا أهل الشام! استعدُّوا لأهل العراق، فإن الشيطان قد باضَ فيهم وفرَّخَ، اللهم إنهم قد لبَّسُوا عليَّ، فألبس عليهم وعَجِّلْ عليهم بالغُلام الثَّقَفِيِّ، يحكمُ فيهم بحكم أهل الجاهلية، لا يقبلُ مِن مُحسنهم، ولا يتجاوز عن مسيئهم (٣).

قال عبد الله: وحدَّثني ابن لهيعة بمثله، قال: وما وُلدَ الحجَّاجُ يومئذ (٤).

ورواه الدارمي أيضًا: عن أبي اليَمان، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن أبي عَذَبَة الحِمْصي، عن عمر، فذكرَ مثله (٥).

قال اليَمَان: علمَ عمرُ أنَّ الحجَّاج خارجٌ لا محالة، فلما أغضبوه استعجلَ لهم العقوبة (٦).


(١) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٤٨٣).
(٢) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٤٨٣). وإسناده ضعيف لضعف مجالد، وهو ابن سعيد.
(٣) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٤٨٨) وفي سنده (أبو عذبة) مجهول.
(٤) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٤٨٨) وفي إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف.
(٥) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٤٨٧) وفي سنده أبو عذبة، مجهول.
(٦) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٤٨٨).