للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رواه البيهقي من طريق الأعمش، عن الضحَّاك، عن ابن عباس مرفوعًا: "منا السَّفَّاح، والمنصور، والمهدي" (١). وهذا إسناد ضعيف، والضحَّاك لم يسمع من ابن عباس شيئًا على الصحيح، فهو منقطع، والله أعلم.

وقد قال عبدُ الرزَّاق: عن الثوري، عن خالد الحذَّاء، عن أبي قِلَابة، عن أبي أسماء، عن ثَوْبان، قال: قال رسول الله : "يَقْتَتِلُ عندَ كَنْزِكُم ثلاثةٌ، كلُّهم وَلَدُ خليفةٍ، ثمَّ لا يصيرُ إلى واحد منهم، ثم تُقبل الراياتُ السُّود من خراسان، فيقتلونَهم مقتلةً لم يروا مثلَها، ثم يجيءُ خليفةُ الله المَهْدِيُّ، فإذا سمعتُم فائْتُوه فبايعوه ولو حَبوًا على الثَّلْجِ، فإنَّه خليفةُ الله المهدي". أخرجه ابن ماجه عن أحمد بن يوسف السُّلمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، كلاهما عن عبد الرزاق به (٢).

ورواه البيهقي من طرقٍ عن عبد الرزاق، ثم قال: تفرّد به عبد الرزاق. قال البيهقي: ورواه عبد الوهاب بن عطاء، عن خالد الحذاء، عن أبي قِلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبانَ، موقوفًا (٣).

ثم قال البيهقي: أخبرنا عليُّ بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عُبيد الصَّفار، حدَّثنا محمد بن غالب، حدَّثنا كثير بن يحيى، حدَّثنا شريك، عن علي بن زيد، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال: قال رسول الله : "إذا أقبلت الرايات السُّود من عَقِب خُراسانَ، فائْتُوها ولو حَبْوًا على الثلْجِ، فإنَّ فيها خليفةَ الله المَهْدي (٤).

وقال الحافظ أبو بكر البزَّار: حدَّثنا الفَضل بن سَهْل، حدَّثنا عبد الله بن داهر الرَّازي، حدَّثنا أبي، عن ابن أبي ليلى، عن الحاكم، عن إبراهيم، عن عبد الله بن مسعود؛ أنَّ رسولَ الله ذكرَ فِتْيةً من بني هاشم، فاغرورقتْ عيناه، وذكرَ الرَّاياتِ، قال: "فمن أدركَها فليأتِها ولو حَبْوًا على الثلْجِ" (٥). ثم قال: وهذا الحديث لا نعلمُ رواه عن الحاكم إلا ابن أبي ليلى، ولا نعلمُ يُروى إلا من حديث داهر بن يحيى، وهو من أهل الرأي صالح الحديث، وإنما يُعرف من حديث يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم (٦).

وقال الحافظ أبو يعلى: حدَّثنا أبو هشام بن يزيد بن رفاعة، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، حدَّثنا يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال: قال رسول الله : "تجيءُ رايات سُود من قِبَلِ المَشْرق، وتخوضُ الخيلُ الدِّماء إلى ثُنَتِها، يُظهرونَ العدلَ، ويَطلبونَ


(١) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٥١٤).
(٢) رواه ابن ماجه في سننه رقم (٤٠٨٤) في الفتن، وإسناده ضعيف.
(٣) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٥١٥) وقال: وروي من وجه آخر عن أبي قلابة، وليس بالقويِّ.
(٤) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٥١٥) وإسناده ضعيف.
(٥) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ٣١٦) وقال: فيه زياد بن أبي زياد، وهو لَيِّنٌ.
(٦) وإسناده ضعيف.