للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العَدْلَ فلا يُعطونه، فيَظْهَرُون، فيُطلَبُ منهم العَدْلُ فلا يُعطونه" (١). وهذا إسناد حسن (٢).

وقال الإمام أحمد (٣): حدَّثنا يحيى بن غَيْلان، وقُتيبة بن سعيد، قالا: حدَّثنا رشدين بن سعد. قال يَحيى بن غيلان في حديثه، قال: حدَّثني يُونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن قبيصة - هو ابن ذؤيب الخزاعي - عن أبي هريرة، عن رسول الله أنه قال: "يخرجُ من خراسان راياتٌ سودٌ لا يردّها شيء حتى تُنْصَبَ بإيلياء".

وقد رواه الترمذي (٤) عن قتيبة به وقال: غريب.

ورواه البيهقي والحاكم: من حديث عبد الله بن مسعود، عن رشدين بن سعد. وقال البيهقي: تفرد به رشدين بن سعد، وقد رُوي قريبٌ من هذا عن كعب الأحبار، ولعله أشبه، والله أعلم (٥).

ثم رُوي من طريق يعقوب بن سُفيان: حدَّثنا محمد، عن أبي المغيرة عبد القدوس، عن إسماعيل بن عيَّاش، عمَّن حدَّثه عن كعب الأحبار، قال: تظهرُ راياتٌ سودٌ لبني العبَّاس حتَّى ينزلوا بالشَّام، ويقتلُ الله على أيديهم كلَّ جبَّار، وكلَّ عدو لهم (٦).

وقال الإمام أحمد (٧): حدَّثنا عثمان - هو ابن أبي شيبة - حدَّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله : "يخرجُ عندَ انقطاع من الزمان، وظهور من الفِتن، رجلٌ يُقالُ له السَّفاح، فيكونُ إعطاؤُه المالَ حَثْوًا".

ورواه البيهقيُّ (٨): عن الحاكم، عن الأصَمِّ، عن أحمد بن عبد الجبار، عن أبي عَوَانة، عن الأعمش به، وقال فيه: "يخرجُ رجلٌ مِن أهل بيتي يُقال له السَّفَاح .. "فذكرَه. وهذا الإسناد على شرط أهل السنن ولم يُخَرِّجوه.

فهذه الأخبار في خروج الرايات السُّود من خُراسانَ، وفي ولاية السَّفاح، وهو ابن العبَّاس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وقد وقعت ولايتُه في حدود سنة ثنتين وثلاثين ومنة، ثم ظهرَ بأعوانه ومعهم الراياتُ السُّود، وشعارهم لبسُ السَّواد، كما دخلَ رسولُ الله مكةَ يومَ


(١) رواه أبو يعلى في المسند (٥٠٨٤).
(٢) هكذا قال وفي قوله نظر ففي إسناده يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف، كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
(٣) رواه أحمد في المسند (٢/ ٣٦٥) رقم (٨٧٦٠).
(٤) في الجامع (٢٢٦٩) في الفتن.
(٥) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٥١٦) والحاكم في المستدرك (٤/ ٤٦٤) وقال الذهبي في التلخيص: هذا موضوع.
(٦) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٥١٧) وإسناده ضعيف.
(٧) في المسند (٣/ ٨٠).
(٨) في الدلائل (٦/ ٥١٤) وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي.