للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحوص، عن عبد الله بن مسعود ، قال: قال رسول الله : "لو كنتُ مُتَّخِذًا خليلًا لاتَّخذتُ أبا بكرٍ خليلًا، ولكنَّ صاحبَكم خليلُ الله" (١).

وقد رواه مسلم: من طريق شعبة والثوري، عن أبي إسحاق، ومن طريق عبد الله بن مرَّة، وعبد الله بن أبي الهذيل، كلُّهم عن أبي الأحوص عوف بن مالك الجشيمي، قال: سمعت عبد الله بن مسعود يُحدِّثُ عن رسول الله قال: "لو كنتُ مُتَّخِذًا خليلًا لاتَّخذتُ أبا بكر خليلًا، ولكنَّه أخي وصاحبي، وقد اتَّخذَ الله صاحبَكم خليلًا" (٢) هذا لفظ مسلم.

ورواه مسلم أيضًا منفردًا به: عن جندب بن عبد الله البجلي كما سأذكره (٣)، وأصلُ الحديث في الصحيحين: عن أبي سعيد (٤). وفي أفراد البخاري: عن ابن عباس (٥)، وابن الزبير (٦)، كما سقتُ ذلك في فضائل الصِّدِّيق . وقد أوردناه هنالك من رواية أنس، والبراء، وجابر، وكعب بن مالك، وأبي الحسين بن المُعلَّى، وأبي هريرة، وأبي واقد اللَّيْثي، وعائشة أم المؤمنين، أجمعين.

ثم إنما رواه أبو نُعيم من حديث عُبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أُمامة، عن كعب بن مالك، أنه قال: عهدي بنبيكم قبلَ وفاته بخمسة أيام، فسمعتُه يقول: "لم يكنْ نبيٌّ إلا له خليلٌ من أمته، وإن خليلي أبو بكر، وإن الله اتَّخذَ صاحبَكم خليلًا" (٧). وهذا الإسناد ضعيف.

ومن حديث محمد بن عَجْلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : "لكلِّ نبي خليلٌ، وخليلي أبو بكر بن أبي قُحافةَ، وخليلُ صاحبكم الرحمن" (٨). وهو غريب من هذا الوجه.

ومن حديث عبد الوهاب بن الضَّحَّاك، عن إسماعيل بن عيَّاش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن كثير بن مرة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله : "إنَّ الله اتَّخذَنِي خليلًا كما اتَّخذَ إبراهيمَ خليلًا، منزلي ومنزل إبراهيم في الجنة تجاهين،


(١) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (٣٢٥٩٩) وعزاه لأبي نُعيم في "فضائل الصحابة" وهو حديث صحيح.
(٢) رواه مسلم في صحيحه رقم (٢٣٨٣) (٣) في فضائل الصحابة.
(٣) سيأتي تخريجه في الصفحة التالية.
(٤) رواه البخاري في صحيحه (٣٦٥٤) في فضائل الصحابة، ومسلم في صحيحه (٢٣٨٢) (٢) في فضائل الصحابة.
(٥) رواه البخاري في صحيحه (٣٦٥٦) في فضائل الصحابة.
(٦) رواه البخاري في صحيحه (٣٦٥٨) في فضائل الصحابة.
(٧) رواه الطبراني كما في مجمع الزوائد (٩/ ٤٥) وقال: في إسناده علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف ولكن له شواهد يقوى بها.
(٨) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (٣٢٥٩٨) وعزاه لأبي نُعيم، وفي سنده محمد بن عجلان المدني، وهو صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة.