(٢) أخرجه البخاري (٣٣٥٨) في الأنبياء. وقوله: "لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات" قال ابن عقيل: دلالة بالعقل تصرف ظاهر إطلاق الكذب على إبراهيم. وذلك أن العقل قطع بأن الرسول ينبغي أن يكون موثوقًا به ليعلم صدق ما جاء به عن اللّه، ولا ثقة مع تجويز الكذب عليه، فكيف مع وجود الكذب منه، وإنما أطلق عليه ذلك لكونه بصورة الكذب عند السامع، وعلى تقديره فلم يصدر ذلك من إبراهيم ﵇ يعني إطلاق الكذب على ذلك - إلا في حال شدة الخوف لعلو مقامه، وإلا فالكذب المحض في مثل تلك المقامات يجوز، وقد يجب لتحمل أخف الضررين دفعًا لأعظمهما، وأما تسمية إياها كذبات، فلا يريد أنها تذم، فإن الكذب وإن قبيحًا مخلًا، لكنه قد يحسن في مواضع، وهذا منها. فتح الباري (٦/ ٣٩٢). (٣) أخرجه ابن حبان في صحيحه وإسناده عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، عن رسول اللّه ﷺ (٥٧٣٧) الإحسان وهو في مصنف عبد الرزاق (٢٠١٩٥) ومن طريقه أخرجه أحمد (٦/ ١٥٢) وأبو داود (٢٢١٢) في الطلاق، والنسائي في فضائل الصحابة (٢٩٦)، والبيهقي (١٠/ ١٩٦) في السنن الكبرى.