للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحبشة والمدينة، وكانت من الصالحات، وكان يزورها في بيتها ويقول: هي أمي بعد أمي، وكذلك كان أبو بكر وعمر يزورانها في بيتها، كما تقدم ذلك في ذكر الموالي، وقد توفيت بعده بخمسة أشهر وقيل بستة أشهر.

ومنهم:

ثابتٌ (١) بن أقْرم بن ثَعْلبة بن عَدِيّ بن العَجْلان البَلَوي، حليف الأنصار، شهدَ بدرًا وما بعدها، وكان ممَّن حَضَرَ مُؤْتةَ فلما قُتِلَ عبدُ الله بن رَوَاحةَ دُفعت الرايةُ إليه فسلَّمها لخالدِ بن الوليد، وقال: أنت أعلمُ بالقتالِ منّي، وقد تقدَّم أن طُليحة الأسدي قَتَله وقتلَ معه عُكَّاشةَ بن مِحْصن وذلك حين يقول طُلَيْحة (٢): [من الطويل]

عشِيَّةَ غادرتُ ابن أقرم ثاوِيًا … وعُكَّاشَةَ الغَنميَّ تحتَ مَجالِ

وذلك في سنة إحدى عشرة، وقيل سنة ثِنْتي عشرةَ، وعن عروة أنه قُتل في حياةِ النبي وهذا غريب، والصحيح الأول، والله أعلم.

ومنهم:

ثابتُ بن قيس بن شَمَّاس (٣) الأنْصاري الخَزْرجي، أبو محمد خطيبُ الأنصار ويقال له أيضًا: خطيب النبي وقد ثبت عنه أنه بشَّره بالشهادة، وقد تقدم الحديث في دلائل النبوة، فقُتل يوم اليمامة شهيدًا، وكانت راية الأنصار يومئذ بيده.

وروى الترمذي (٤) بإسناد على شرط مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "نعم الرجل ثابتُ بن قيس بن شمّاس".

وقال أبو القاسم الطبراني (٥): حدثنا أحمد بن المعلَّى الدمشقي: حدَّثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدَّثنا الوليد بن مسلم، حدَّثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عطاء الخراساني قال: قدمتُ المدينةَ فسألتُ عمَّن يحدثني بحديث ثابت بن قيس بن شَمّاس، فأرشدوني إلى ابنته، فسألتها فقالت: سمعت أبي يقول:


(١) ترجمة - ثابت بن أقرم - في الاستيعاب (١/ ١٩٩)، وأسد الغابة (١/ ٢٦٥) والإصابة (١/ ١٩٠).
(٢) مر تخريج الأبيات وخبر قتله ص ١٧ من هذا الجزء.
(٣) ترجمة - ثابت بن قيس - في طبقات ابن سعد (٥/ ٢٠٦) والاستيعاب (٢/ ٢٠٠) وجامع الأصول (١٣/ ٢١٨ - ٢١٩) وأسد الغابة (١/ ٢٧٥ - ٢٧٦) وسير أعلام النبلاء (١/ ٣٠٨ - ٣١٤) والإصابة (١/ ١٩٥ - ١٩٦).
(٤) الجامع (٣٧٩٥) في المناقب. وقال هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث سهيل. قال بشار: وهو كما قال، وإنما اقتصر على تحسينه لغرابة في متنه وللاختلاف في وصله وإرساله، كما هو مبين في تخريجه.
(٥) في المعجم الكبير رقم (١٣٢٠).