للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حليف بني عبد شمس، يكنى أبا مِحْصن، وكان من سادات الصّحابة وفضلائهم، هاجرَ وشهدَ بدرًا، وأبلى يومئذ بلاءً حسنًا، وانكسر سيفُه، فأعطاهُ رسولُ الله يومئذ عرجونًا، فعادَ في يده سيفًا أمضى من الحديد شديد المتن. وكان ذلك السيف يسمى "العون". وشهدَ أُحدًا والخندق وما بعدها.

ولما ذكر رسول الله السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنةَ بغير حساب، فقال عُكاشة: يا رسول الله ادعُ اللهَ أن يجعلني منهم. فقال: "اللَّهُمّ اجعلْه منهم" (١) ثم قام رجل آخر فقال: يا رسولَ الله ادعُ الله أن يجعلني منهم، فقال: "سَبَقك بها عُكاشَة". والحديث مروي من طرق تفيد القطع.

وقد خرج عكاشة مع خالد يوم إمرةِ الصديق بذي القصة فبعثَه وثابتَ بن أقْرمِ بين يديه طليعة، فتلقاهما طُلَيْحةُ الأسديُّ وأخوه سلمة فقتلاهما، وقد قَتَل عكاشةُ قَبْلَ مَقْتلهِ حِبال بن طُليْحة، ثم أسلم طُلَيْحة بعد ذلك كما ذكرنا، وكان عمر عكاشة يومئذ أربعًا وأربعين سنة، وكان من أجملِ الناس .

ومنهم:

مَعْنُ (٢) بن عَدِيّ بن الجدِّ (٣) بن عَجْلان بن ضُبَيْعة البَلَوي، حليف بني عمرو بن عوف. وهو أخو عاصم بن عدي، شهد العَقَبة وبدرًا وأُحدًا والخَنْدق وسائرَ المشاهد، وكان قد آخى رسولُ الله بينه وبين زيد بن الخطاب فقُتلا جميعًا يوم اليمامة .

وقال مالك: عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه قال:

بكى الناس على رسول الله حين مات وقالوا: والله وددنا أن مُتْنا قبلَه ونخشى أن نُفْتتنَ بعده، فقال معن بن عدي: لكني والله ما أحب أن أموتَ قبله لأصدقه ميتًا كما صدقته حيًا.

ومنهم:

الوليد وأبو عُبَيْدة ابنا عُمارة بن الوليد بن المُغيرة (٤)، قُتلا مع عمِّهما خالد بن الوليد بالبطاح، وأبوهما عمارة بن الوليد، وهو صاحب عمرو بن العاص إلى النجاشي، وقضيته مشهورة.


(١) الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده (٢/ ٤٥٦) والبخاري في صحيحه (٥٨١١) في اللباس، ومسلم في صحيحه (٢١٦ و ٣٦٨) في الإيمان من طرق متعددة.
(٢) ترجمة - معن بن عدي - في الاستيعاب (١٤٤١) وجامع الأصول (١٥/ ٢١٢ - ٢١٣) وتهذيب الأسماء واللغات (٢/ ١٠٧) وأسد الغابة (٥/ ٢٣٨) والإصابة (٣/ ٤٤٨).
(٣) في ط: الجعد، تحريف. والتصحيح من مصادره.
(٤) ترجمتهما وأخبارهما في الاستيعاب (١٥٥٧ - ١٥٥٨) وفيه أن أبا عبيدة أبوه وهو خطأ لا بد من تصحيحه، وأسد الغابة (٥/ ٤٥٣) والإصابة (٣/ ٦٣٨ - ٦٣٩).