للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخر سنة ست وثلاثين، ودفن طلحة إلى جانب الكلأ (١) وكان عمره ستين سنة، وقيل: بضعاً وستين سنة، وكان آدم، وقيل أبيض، حسن الوجه كثير الشعر إلى القصر أقرب، وكانت غلته في كل يوم ألف درهم.

وروى حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبيه: أن رجلاً رأى طلحة في منامه، وهو يقول: حوِّلوني عن قبري فقد آذاني الماء، ثلاث ليالٍ، فأتى ابن عباس -وكان نائباً على البصرة- فأخبره (٢) فاشتروا له داراً بالبصرة بعشرة آلاف درهم فحوّلوه من قبره إليها، فإذا قد اخضّر من جسده ما يلي الماء، وإذا هو كهيئته يوم أصيب.

وقد وردت له فضائل كثيرة. فمن ذلك ما رواه أبو بكر بن أبي عاصم: حدَّثنا الحسن بن علي، حدثنا سليمان [بن أيوب] بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، حدَّثني أبي، عن جده، عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: سمّاني رسول الله يومَ أحدٍ طلحةَ الخير، ويوم العسرة طلحة الفياض. ويوم حنين طلحة الجود (٣).

وقال أبو يعلى الموصلي (٤): حدَّثنا أبو كُريب، حدَّثنا يونس بن بُكَيْر، عن طلحة بن يحيى، عن موسى وعيسى ابني طلحة، عن أبيهما أن ناساً من أصحاب رسول الله قالوا لأعرابي جاء يسأل عمَّن قَضَى نَحْبهُ فقالوا: سلْ رسول الله فسأله في المسجد، فأعرض عنه، ثمّ سأله، فأعرض عنه، ثُمّ اطَّلعتُ من باب المسجد، وعليَّ ثيابٌ خضرُ، فقال رسول الله : "أين السائل؟ " قال ها أنا ذا فقال: " هذا ممَّن قضى نحبهُ ".

وقال أبو القاسم البغوي: حدَّثنا داود بن رُشَيْد، حدَّثنا مسلم بن إبراهيم (٥)، حدَّثنا الصلت بن دينار، عن أبي نَضْرة، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : "من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله" (٦).

وقال الترمذي (٧): حدَّثنا أبو سعيد الأشج، حدَّثنا أبو عبد الرحمن بن منصور العنزي (٨) - اسمه


(١) قال الذهبي في السير (١/ ٤٠): وقبره بظاهر البصرة.
(٢) في أ: فأتى ابن عباس فأخبره.
(٣) رواه ابن أبي عاصم في "السنة" رقم (١٤٠٣) والحاكم (٣/ ٣٧٤) وإسناده ضعيف.
(٤) مسند أبي يعلى الموصلي (٦٦٣)، وإسناده حسن.
(٥) في ط: حدَّثنا مكي حدَّثنا علي بن إبراهيم. .، وفي أ: حدَّثنا علي بن إبراهيم …
(٦) رواه الترمذي رقم (٣٧٣٩) وأبو محمد البغوي في شرح السنة (١٤/ ١٢٠) وإسناده ضعيف جداً، فإن الصلت بن دينار متروك، ولذلك استغربه الترمذي، وحق له.
(٧) جامع الترمذي (٣٧٤١) في المناقب، وإسناده ضعيف، كما قال الترمذي.
(٨) في أ: العنبري؛ تحريف.