للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النضر- حدَّثنا عقبة بن علقمة اليَشكُري سمعت علي بن أبي طالب يقول: سمعت أذناي رسول الله يقول: "طلحة والزبير جاراي في الجنة" وقد روي من غير وجه عن علي أنه قال (١): إني أرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان ممن قال الله: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [الحجر:٤٧].

وقال حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب أن رجلاً كان يقع في طلحة والزبير وعثمان وعلي ، فجعل سعدٌ ينهاه ويقول: لا تقع في إخواني فأبى فقام (٢) فصلَّى ركعتين ثم قال: اللهم إن كان [هذا] سخطاً لك فيما يقول، فأرني فيه اليوم آية واجعله للناس عبرةً. فخرج الرجل فإذا ببختي (٣) يشقُّ الناسَ فأخذه بالبلاط فوضعه بين كركرته (٤) والبلاط فسحقه حتى قتله. قال سعيد بن المسيب: فأنا رأيت الناس يتبعون سعداً ويقولون: هنيئاً لك أبا إسحاق أُجيبت دعوتُك.

والزُّبير بن العَوّام بن خُوَيْلد (٥) بن أَسَد بن عبد العزّى بن قُصَيّ بن كِلاب بن مُرَّة بن كعب بن لُؤَيّ بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النَّضْر بن كنانة أبو عبد الله القرشي الأسدي، وأمه صفيَّة بنت عبد المطلب عمةُ رسول الله أسلم قديماً وعمره خمس عشرة سنة، وقيل أقل وقيل أكثر. هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة فآخى رسول الله بينه وبين سلمة بن سلامة بن وقش (٦)، وقد شهد المشاهد كلَّها.

وقد قال رسول الله يوم الأحزاب " من يأتينا بخبر القوم؟ " فقال: أنا، ثم ندب الناس فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير، فقال رسول الله : "إنَّ لكل نبيٍّ حوارياً وحواريَّ الزبير" (٧) ثبت ذلك من رواية زِزًّ عن على (٨).

وثبت عن الزُّبير أنه قال: جمع لي رسول الله أبويه يوم بني قريظة.

وروي أنه أولُ من سلَّ سيفاً في سبيل الله، وذلك بمكة حين بلغ الصحابة أنَّ رسول الله قد قُتل فجاء


(١) الخبر أخرجه ابن سعد (٣/ ١٦٠) والطبري في تفسيره (١٤/ ٣٦) وهو في السير (١/ ٣٩)، وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
(٢) في أ: فقام سعد.
(٣) البُخْتُ: الإبل الخراسانية كالبختية (القاموس).
(٤) الكِركرة -بالكسر- رحى زور البعير أو صدر كل ذي خف. القاموس.
(٥) ترجمة -الزبير بن العوام- في الاستيعاب (٥١٠) وأسد الغابة (٢/ ٢٤٩ - ٢٥٢) وسير أعلام النبلاء (١/ ٤١ - ٦٧) والإصابة (٥/ ٧ - ٩).
(٦) في ط: سلمة بن وقش؛ وما هنا موافق للسير.
(٧) قال مصعب الزبيري: الحواريّ: الخالص من كل شيء. وقال الكلبي: الحوراي: الخليل. سير أعلام النبلاء (١/ ٤٩).
(٨) الحديث أخرجه أحمد في مسنده (١/ ٨٩ و ١٠٢ و ١٠٣) والترمذي في جامعه (٣٧٤٤) والطبراني في الكبير رقم (٢٤٣) في المناقب، وهو حديث صحيح.