للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملائي (١)، عن أنس بن مالك قال: بُعث رسول الله يوم الإثنين، وصلَّى وعليٌّ يوم الثلاثاء. ورواه بعضهم عن مسلم الملائي، عن حبَّة بن جُوين، عن علي - وحِبَّة لا يساوي حَبَّة -.

وقد روى سلمة بن كهيل، عن حِبَّة، عن علي قال: عبدت الله مع رسول الله سبع سنين قبل أن يعبده أحد.

وهذا لا يصح أبدًا وهو كذب.

وروى سفيان الثوري وشعبة، عن سلمة، عن حبَّة عن علي قال: أنا أول من أسلم، وهذا لا يصح أيضًا وحبة ضعيف.

وقال سويد بن سعيد: حدَّثنا نوح بن قيس عن (٢) سليمان بن عبد الله، عن معاذة العدوية قالت: سمعت علي بن أبي طالب على منبر البصرة يقول: أخبرنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم.

وهذا لا يصح، قاله البخاري (٣).

وقد ثبت عنه بالتواتر أنه قال على منبر الكوفة: أيها الناس: إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ولو شئت أن أسمي الثالث لسميت (٤). وقد تقدم ذلك في فضائل الشيخين وأرضاهما.

قال الإمام أحمد (٥): حدَّثنا سليمان بن داود، حدَّثنا أبو عَوَانة، عن أبي بَلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال: أول من صلى - وفي رواية أسلم - مع رسول الله بعد خديجة علي بن أبي طالب.

ورواه الترمذي (٦) من حديث شعبة، عن أبي بلْجٍ به.

وقد روي عن زيد بن أرقم وأبي أيوب الأنصاري أنه صلى قبل الناس بسبع سنين وهذا لا يصح من أي وجه كان روي عنه. وقد ورد في أنه أول من أسلم من هذه الأمة أحاديث كثيرة لا يصح منها شيء، وأجود ما في ذلك ما ذكرناه على أنه قد خولف فيه، وقد اعتنى الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر في


(١) في ط بعد هذا: "عن حبة بن جُوين، عن علي، وحبه لا يساوي حبة" ولا مكان لها هنا، فهي مكررة لما يأتي.
(٢) في ط: "بن"، وهو تحريف ظاهر.
(٣) في تاريخه الكبير (٤/ الترجمة ١٨٣٥) في ترجمة سليمان بن عبد الله.
(٤) في أ: ولو شئت أن أقول الثالث لقلت.
(٥) مسند الإمام أحمد (١/ ٣٧٣) وإسناده ضعيف.
(٦) سنن الترمذي (٣٧٣٤) في المناقب وقال الترمذي: حديث غريب، يعني ضعيف.