للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عثمان بن خُثَيم (١)، عن سعيد بن [أبي] راشد، عن يَعْلى بن مُرَّة قال: جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول الله فجاء أحدهما قبل الآخر، فجعل يده تحت رقبته ثم ضمَّه إلى إبطه، ثم جاء الآخر، فجعل يده الأخرى في رقبته ثم ضمَّه إلى صدره، ثم قبَّل هذا، ثم قبَّل هذا، ثم قال: "اللَّهُمَّ إنِّي أُحِبُّهما فأَحِبَّهما"، ثم قال: "أيُّها الناس! إنَّ الولدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ مَجْهَلَة" (٢).

وقد رواه عبد الرزّاق، عن مَعْمر، عن ابن خُثيم، عن محمد بن الأسود بن خلف، عن أبيه: أن رسول الله أخذ حسنًا فقبَّله، ثم أقبل عليهم فقال: "إنَّ الولدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَة" (٣).

وقال ابن خُزيمة: حدّثنا عبدة بن عبد الله الخُزاعي، حدّثنا زيد بن الحُباب ح وقال أبو يَعْلى: حدّثنا أبو خَيْثمة، حدّثنا زيد بن الحُباب، حدّثني حسين بن واقد، حدّثني عبد الله بن بُريدة، عن أبيه قال: "كان رسول الله يخطُب، فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يَعْثُران ويقومان، فنزل رسول الله إليهما، فأخذهما فوضعهما في حَجْره على المنبر وقال: صدق الله ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ [التغابن: ١٥] رأيتُ هذينِ الصَّبِيَّينِ فلم أَصْبِر". ثم أخذ في خُطبته.

وقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة (٤) من حديث الحسين بن واقد به. وقال الترمذي: حسن غريب، لا نعرفه إلّا من حديثه.

وقد رواه محمد الضَّمري، عن زيد بن أرقم، فذكر القصة للحسن وحده.

وفي حديث عبد الله بن شدّاد، عن أبيه: أن رسول الله صلَّى بهم إحدى صلاتي العشي، فسجد سجدة أطال فيها السجود، فلمّا سلَّم قال الناس له في ذلك، فقال: "إنَّ ابني هذا - يعني الحسن - ارتَحَلَني فكرهتُ أنْ أُعْجِلَهُ حتى يقضيَ حاجَتَه" (٥).

وقال الثوري (٦): عن أبي الزُّبير، عن جابر قال: دخلت على رسول الله وهو حامل الحسن والحسين على ظهره وهو يمشي بهما على أربع، فقلت: نعمَ الجَمَلُ جَمَلُكما، فقال: "ونعمَ العِدْلان هُما".


(١) تحرف في ط إلى: خيثم.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده (٤/ ١٧٢) وابن ماجه (٣٦٦٦) في الأدب: باب بر الوالد، من طريق عفان، عن وهيب، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم به. وهو حديث صحيح.
وقوله: مبخلة … قال ابن الأثير في النهاية (١/ ١٠٣): هو مفعلة من البخل ومظنة له، أي يحمل أبويه على البخل ويدعوهما إليه، فيبخلان بالمال لأجله.
(٣) وأخرجه البزار برقم (١٨٩١) في باب ما جاء في الأولاد.
(٤) أبو داود (١١٠٩)، والترمذي (٣٧٧٤)، وابن ماجه (٣٦٠)، وتقدم في أول الترجمة أيضًا.
(٥) أخرجه أحمد في مسنده (٣/ ٤٩٣ - ٤٩٤) والنسائي (٢/ ٢٢٩ - ٢٣٠) وهو حديث صحيح.
(٦) تحرف في ط إلى: الترمذي.