للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورواه أحمد (١) أيضًا عن ابن نمير ويعلى بن عبيد، عن الأعمش: سمعت أبا ظَبْيان فذكره، وقال فيه: سأحدِّثكم حديثًا سمعتُه من رسول الله لولا حالي هذا ما حدَّثتكموه، سمعت رسول اللّه يقول: "مَنْ ماتَ لا يُشْرِكُ بالله شَيْئًا دخلَ الجنَّة".

وقال الإمام أحمد (٢): حَدَّثَنَا إسحاق بن عيسى [حدّثني ليث] (٣) حدّثني محمد بن قيس قاصّ (٤) عمر بن عبد العزيز، عن أبي صِرْمَة، عن أبي أيوب الأنصاري أنه قال حين حضرته الوفاة: قد كنتُ كتمتُ عنكم شيئًا سمعتُه من رسول الله سمعته يقول: "لولا أنكم تُذنبونَ لخَلَقَ اللهُ قومًا يُذْنبونَ فيَغْفِر لهُم".

وعندي أن هذا الحديث والذي قبلَه هو الذي حمل يزيد بن معاوية على طرف من الإرجاء [وما كان يتعاطاه من القبائح] (٥) وركبَ بسببه أفعالًا كثيرة أُنكرت عليه كما سنذكره في ترجمته، والله أعلم.

قال الواقدي: مات أبو أيوب بأرض الروم سنة ثنتين وخمسين، ودُفن عند القُسْطنطينية، وقبره هناك يَسْتَسْقي به الروم إذا قَحَطُوا. وقيل: إنه مدفون في حائط القُسْطنطينية وعلى قبره مزار ومسجد، وهم يعظِّمونه. وقال أبو زُرْعة الدمشقي: توفي سنة خمس وخمسين. والأول أثبت، والله أعلم.

[وقال (٦) أبو بكر بن خلّاد: حَدَّثَنَا الحارث بن أبي أُسامة، حَدَّثَنَا داود بن المحبَّر، حَدَّثَنَا مَيْسرة بن عبد ربه، عن موسى بن عبيدة، عن الزُّهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب الأنصاري، عن النبي قال: "إنَّ الرجلَينِ ليتوجَّهانِ إلى المسجد فيصلِّيان، فينصرف أحدُهما وصلاتُه أوزنُ من صلاة الآخر، وينصرف الآخر وما تعدِلُ صلاتُه مثقال ذرَّة، إذا كان أورعهما عن محارم الله، وأحرصهما على المسارعة إلى الخير" (٧).

وعن أبي أيوب قال: قال رسول الله لرجل سألَه أن يعلِّمه ويوجز، فقال له: "إذا صلَّيتَ صلاة فَصَلِّ صلاةَ مُوَدِّع، ولا تَكلَّمن بكلامٍ تَعتذرُ منه، وأجمعِ اليأسَ ممّا في أيدي النّاس" (٨)].


(١) في مسنده (٥/ ٤١٩) وهو حديث صحيح.
(٢) في مسنده (٥/ ٤١٤) ومسلم رقم (٢٧٤٨).
(٣) ما بين حاصرتين سقط من الأصول، واستدركته من المسند.
(٤) كذا في ب ومثله في المسند، ووقعت في (أ) و (ط): قاضي.
(٥) ما بين حاصرتين من (أ) فقط.
(٦) من هنا وحتى آخر ترجمة أبي أيوب سقط من ب.
(٧) إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٣٧٦٢١).
(٨) أخرجه أحمد (٥/ ٤١٢)، وابن ماجة (٤١٧١) في الزهد، والطبراني في الكبير (٣٩٨٧)، والمزي في تهذيب الكمال (١٩/ ٣٤٧)، كلهم من طريق عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن عثمان بن جبير، عن أبي أيوب، وإسناده ضعيف لجهالة عثمان بن جبير كما في تحرير التقريب (٢/ ٤٣٤)، وكذا ضعفه الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة، ولكن للحديث شواهد يكون حسنًا لغيره بها. =