للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد غزا المنذر القسطنطينية مع يزيد بن معاوية، ووفد على معاوية فأجازه بمئة ألف، وأقطعه أرضًا، فمات معاوية قبل أن يقبض المال.

وكان المنذر بن الزبير وعثمان بن عبد اللَّه بن حكيم بن حِزام يقاتلان (١) أهل الشام بالنهار ويطعمانهم بالليل.

قتل المنذر بمكة في حصارها مع أخيه. ولما مات معاوية أوصى إلى المنذر أن ينزل في قبره.

مُصْعَبُ بن عبد الرَّحمن بن عَوْف (٢): كان شابًا ديِّنًا فاضلًا.

قُتل مصعب -أيضًا- في حصار مكّة مع ابن الزبير] (٣).

وفي هذه السنة -أعني سنة أربع وستين- جرت حروب كثيرة وفتن منتشرة ببلاد المشرق، واستحوذ على بلاد خراسان رجل يقال له: عبد اللَّه بن حازم، وقهر عمّالها وأخرجهم منها، وذلك بعد موت يزيد وابنه معاوية قبل أن يستقر ملك ابن الزبير على تلك النواحي، وجرت بين عبد اللَّه بن حازم هذا وبين عمرو بن مَرْثَد حروب يطول ذكرها وتفصيلها، اكتفينا بذكرها إجمالًا إذ لا يتعلَّق بذكرها كبير فائدة، وهي حروب فتنة وقتال بغاة بعضهم في بعض، واللَّه المستعان.

[وقال الواقدي: وفي هذه السنة بعد موت معاوية بن يزيد بايع أهل خراسان سَلْم بن زياد بن أبيه، وأحبُّوه حتى إنهم سمَّوا باسمه -في تلك السنة- أكثر من ألف غلام مولود، ثم نكثوا واختلفوا، فخرج عنهم سَلْم وترك عليهم المهلَّب بن أبي صفرة] (٤).

وفيها اجتمع ملأ الشيعة على سليمان بن صُرَد بالكوفة، وتواعدوا النُّخيلة ليأخذوا بثأر الحسين بن علي بن أبي طالب، وما زالوا في ذلك مجدِّين وعليه عازمين من بعد مقتل الحسين بكربلاء في العاشر من المحرم سنة إحدى وستين، وقد ندموا على ما كان منهم من بعثهم إليه، فلما أتاهم خذلوه وتخلَّوا عنه


= المعارف (٢٢٣) تاريخ الطبري (٥/ ٤٨٠، ٥٧٥) وغيرها، جمهرة أنساب العرب (١٢٣) تاريخ ابن عساكر (١٧/ ١٠٢/ ب) الكامل في التاريخ (٤/ ١٠٢، ١٢٤) وغيرها، مختصر تاريخ دمشق (٢٥/ ٢٤٧) تاريخ الإسلام (٣/ ٨٦) سير أعلام النبلاء (٣/ ٣٨١) العقد الثمين (٧/ ٢٨٠) تعجيل المنفعة (٢٦٩).
(١) في المطبوع: يقاتلون، خطأ. والخبر في جمهرة نسب قريش (ص ٣٨٧).
(٢) طبقات ابن سعد (٥/ ١٥٧) نسب قريش (٢٦٧) المعارف (٢٣٨) أخبار القضاة (١/ ١١٨) تاريخ الطبري (٥/ ٣٤٥، ٤٩٧، ٥٧٥) الجرح والتعديل (٨/ ٣٠٣) العقد الفريد (٤/ ٣٩٢) مشاهير علماء الأمصار (ت ١٤٦) الكامل في التاريخ (٤/ ١٢٤) وغيرها.
(٣) هنا ينتهي النقص من النسختين أ، ب الذي أشرنا إلى ابتدائه قبل صفحة تقريبًا.
(٤) انفرد المطبوع بهذه الفقرة، ولم ترد في النسختين أ، ب.