للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال بعضهم: توفي سنة ثنتين أو ثلاث وتسعين.

وأغرب المدائني في قوله: إنه توفي سنة تسع وتسعين، والله أعلم (١).

[انتهى ما ذكره المؤلف (٢) من ترجمة علي بن الحسين. وقد رأيت له كلامًا متفرقًا وهو من جيد الحكمة، فأحببت أن أذكره لعل الله أن ينفع به من وقف عليه:

قال حفص بن غياث: عن حَجّاج، عن أبي جعفر، عن علي بن الحسين قال: إن الجسد إذا لم يمرض أشر وبطر، ولا خير في جسد يأشر ويبطر.

وقال أبو بكر بن الأنباري: حدّثنا أحمد بن الصلت، حدّثنا قاسم بن إبراهيم العَلَوي، حدّثنا أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: قال علي بن الحسين: فقد الأحبة غربة. وكان يقول: اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون علانيتي، وتقبَّح في خفيات العيوب سريرتي، اللهم كما أسأتُ وأحسنت إليّ، فإذا عدت فعد إليّ. اللهم ارزقني مواساة من قَتَرتَ عليه رزقك بما وسَّعْتَ عليّ من فضلك.

وقال لابنه: يا بني اتخذ ثوبًا للغائط فإني رأيت الذباب يقع على الشيء ثم يقع على الثوب. ثم انتبه فقال: وما كان لرسول الله وأصحابه إلا ثوب واحد، فرفضه.

وعن أبي حمزة الثمالي قال: أتيت باب علي بن الحسين فكرهت أن أصوت فقعدت على الباب حتى خرج، فسلَّمت عليه ودعوت له فرد عليّ السلام ودعا لي، ثم انتهى إلى حائط فقال؛ يا حمزة ترى هذا الحائط؟ قلت: نعم! قال: فإني اتكأت عليه يومًا وأنا حزين فإذا رجل حسن الوجه حسن الثياب ينظر في تجاه وجهي، ثم قال: يا علي بن الحسين! ما لي أراك كئيبًا حزينًا على الدنيا! فهي رزق حاضر يأخذ منها البَرّ والفاجر. فقلت: ما عليها أحزن لأنها كما تقول، فقال على الآخرة؟ فهي وعد صادق، يحكم فيها مَلِك قادر، فقلت: ما على هذا أحزن لأنه كما تقول. فقال: فعلام حزنك؟ فقلت: ما أتخوف من الفتنة - يعني فتنة ابن الزُّبير - فقال لي: يا علي! هل رأيت أحدًا سأل الله فلم يعطه؟ قلت: لا! قال: ويخاف الله فلم يكفه؟ قلت: لا! ثم غاب عني فقيل لي: يا علي إن هذا الخضر الذي جاءك (٣). لفظ الخضر مزاد فيه من بعض الرواة.


(١) ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ - ١٠٠/ ص ٤٣٩) أقوال العلماء والخلاف في سنة موته نقلًا عن تاريخ دمشق لابن عساكر (٤١/ ٤١٣ - ٤١٦).
(٢) لما وجدنا أن هذه الزيادة تتابع كلام المؤلف ولفائدتها أبقيناها، وواضح أنها من زيادة النساخ أو تلاميذ المؤلف .
(٣) الخبر بطوله في حلية الأولياء (٣/ ٣٤) وعن طريقه رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤١/ ٣٨٢ - ٣٨٣).