للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من هذه السنة، وكان عمره إذ ذاك خمسًا وخمسين سنة (١)، لأن مولده كان عام الجماعة سنة أربعين، وقيل بعدها بسنة، وقيل قبلها بسنة، توفي بواسط وعُفي قبره، وأجري عليه الماء لكيلا ينبش ويحرق (٢). واللّه أعلم.

وقال الأصمعي: ما كان أعجب حال الحجاج، ما ترك إلا ثلاثمئة درهم.

وقال الواقدي: حدّثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، حدّثني عبد الرحمن بن عبيد الله بن فرق: حدّثنا عمي قال: زعموا أن الحجاج لما مات لم يترك إلا ثلاثمئة درهم ومصحفًا وسيفًا وسرجًا ورحلًا ومئة درع موقوفة (٣).

وقال شهاب بن خراش: حدّثني عمي يزيد بن حوشب قال: بعث إليّ أبو جعفر المصنور فقال: حدّثني بوصية الحَجَّاج بن يوسف، فقال: اعفني يا أمير المؤمنين، فقال: حدِّثني بها، فقلت: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك، عليها يحيا، وعليها يموت، وعليها يبعث، وأوصى بتسعمئة درع حديد، ستمئة منها لمنافقي أهل العراق يغزون بها، وثلاثمئة للترك. قال: فرفع أبو جعفر رأسه إلى أبي العباس الطوسي - وكان قائمًا على رأسه - فقال: هذه واللّه الشيعة لا شيعتكم.

وقال الأصمعي عن أبيه قال: رأيت الحجاج في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: قتلني بكل قتلة قتلت بها إنسانًا (٤)، قال: ثم رأيته بعد الحول فقلت: يا أبا محمد ما صنع الله بك؟ فقال: يا ماص بظر أمه أما سألت عن هذا عام أول؟.

وقال القاضي أبو يوسف: كنت عند الرشيد فدخل عليه رجل فقال. يا أمير المؤمنين رأيت الحجاج البارحة في النوم، قال: في أي زيّ رأيته؟ قال: في زي قبيح. فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: ما أنت وذاك يا ماصّ بظر أمه! فقال هارون: صدقت واللّه، أنت رأيت الحجاج حقًا، ما كان أبو محمد ليدع صَرَامته حيًا وميتًا (٥).

وقال حنبل بن إسحاق: حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا ضمرة، حدّثنا ابن شوذب، عن أشعث الحُداني (٦).


(١) قال الذهبي في تاريخ الإسلام: قلت عاش خمسًا وخمسين سنة.
(٢) وفيات الأعيان (٢/ ٥٣).
(٣) تاريخ دمشق (١٢/ ١٩١) وتهذيب تاريخ دمشق (٤/ ٨٤).
(٤) تاريخ دمشق (١٢/ ٢٠١).
(٥) المصدر نفسه.
(٦) في ط: الخراز، وفي أ: الحراب؛ وكلاهما تحريف، والتصحيح من تاريخ دمشق.