للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قيل: إنه أدرك من حياة النبي ثمان سنين، ومات سنة مئة وقيل سنة سبع ومئة وقيل: سنة عشر ومئة (١) فالله أعلم.

قال مسلم بن الحجاج: وهو آخر من مات من الصحابة مطلقًا ومات سنة مئة (٢).

أبو عثمان النهدي (٣)، واسمه: عبد الرحمن بن مُلٍّ البصري، أدرك الجاهلية وحَجَّ في زمن الجاهلية مرتين، وأسلم في حياة النبي ولم يره، وأدى في زمانه الزكاة ثلاث سنين إلى عمال النبي ، ومثل هذا يسميه أئمة الحديث مخضرمًا، وهاجر إلى المدينة في زمان عمر بن الخطاب، فسمع منه، ومن علي، وابن مسعود، وخلق من الصحابة، وصحب سلمان الفارسي ثنتي عشرة سنة حتى دفنه.

وروى عنه: جماعة من التابعين وغيرهم، منهم أيوب، وحميد الطويل، وسليمان بن طرخان التَّيمي.

وقال عاصم الأحول: سمعته يقول: أدركت في الجاهلية يغوثَ صنمًا من رصاص يُحمل على جمل أجرد، فإذا بلغ واديًا برك فيه فيقولون: قد رضي ربكم لكم هذا الوادي فينزلون فيه (٤).

قال: وسمعته وقد قيل له أدركت النبي ؟ فقال: نعم! أسلمت على عهده، وأديت إليه الزكاة ثلاث مرات، ولم ألقه، وشهدت اليرموك والقادسية وجلولاء ونهاوند وتستر وأذربيجان ورستم.

وقال غيره: كان البشير إلى عمر في فتح نهاوند (٥).

كان أبو عثمان صوّامًا بالنهار يسرده، قوامًا باللّيل لا يتركه، وكان يصلّي حتى يغشى عليه، وحجَّ ستين مرة ما بين حجة وعمرة.

قال سليمان التيمي: إني لأحسبه لا يصيب ذنبًا، لأنه [يقضي] ليله قائمًا ونهاره صائمًا (٦).


(١) أورد الذهبي الخلاف في سنة موته في تاريخ الإسلام.
(٢) الكنى والأسماء لمسلم (١/ ٤٠).
(٣) ترجمة - أبي عثمان النهدي - في طبقات ابن سعد (٧/ ٩٧ - ٩٨) وتاريخ خليفة (٣٢١) وطبقاته (٢٠٥) وتاريخ البخاري (٩/ ٨٣) والاستيعاب (٢/ ٤٢٧ - ٤٢٩) وتاريخ بغداد (١٠/ ٢٠٢) وتاريخ دمشق (٣٥/ ٤٦٠ - ٤٨٥) وأسد الغابة (٣/ ٣٢٤) وتهذيب الكمال (١٧/ ٤٢٤ - ٤٣٠) وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ - ١٠٠/ ص ٥٣٥ - ٥٣٦) وسير أعلام النبلاء (٤/ ١٧٥ - ١٧٨) والإصابة (٣/ ٩٨ - ٩٩) وتهذيب التهذيب (٦/ ٢٧٧ - ٢٧٨) وشذرات الذهب (١/ ٤٠٤).
(٤) تاريخ دمشق (٣٥/ ٤٧٢).
(٥) من قوله: وتستر .. إلى هنا ساقط من ط، والخبر في تاريخ بغداد (١٠/ ٢٠٤) وسير أعلام النبلاء (٤/ ١٧٧) ونحوه في تاريخ دمشق (٣٥ - ٤٧٠ و ٤٧٤ و ٤٧٦).
(٦) تاريخ دمشق (٣٥/ ٤٧٧).