وقال في قوله تعالى: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ﴾ [البقرة: ٢٦٩] قال: العلم والفقه؛ وقال: إذا ولي الأمرَ منكم الفقهاء.
وفي قوله تعالى: ﴿فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: ١٥٣]، قال: البِدَع والشُّبهات.
وقال: أفضل العبادةِ الرأيُ الحسَن - يعني اتباعَ السُّنَّة.
وقال: ما أدري أيُّ النعمتَيْنِ أفضل، أنْ هداني للإسلام، أو عافاني من الأهواء.
وقال في رواية ﴿وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: ٥٩]، أصحاب محمد، وربما قال: أولو العقل والفضل في دين الله ﷿.
﴿بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ﴾ [الرعد: ٣١] قال: السرية.
﴿وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: ٨]. قال: السُّوس في الثياب.
﴿وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي﴾ [مريم: ٤] قال: الأضْراس.
﴿حَفِيًّا﴾ [مريم: ٤٧]، قال: رحيمًا.
وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: وجدتُ في كتاب محمد بن أبي حاتم بخط يده: حدّثنا بشر بن الحارث حدّثنا يحيى بن يمان عن عثمان بن الأسود عن مجاهد، قال: لو أنَّ رجلًا أنفق مثلَ أُحدٍ في طاعة الله ﷿ لم يكن من المسرفين.
وفي قوله تعالى: ﴿وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ [الرعد: ١٣] قال: العداوة.
﴿بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ﴾ [الرحمن: ٢٠] قال: بينهما حاجزٌ من الله فلا يبغي الحُلو على المالح ولا المالحُ على الحلو.
وقال ابنُ مَنْدَه: ذكره محمد بن حُميد: حدّثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش قال: كان مجاهد لا يسمَعُ بأعجوبةٍ إلا ذهب فنظرَ إليها؛ قال: وذهب إلى حَضْرَمَوْتَ إلى بئرِ بَرَهُوتَ، قال: وذهب إلى بابل، قال: وعليها والٍ صديقٌ لمجاهد: فقال مجاهد: تعرضُ عليَّ هاروتَ وماروتَ، قال: فدعا رجلًا من السحرة فقال: اذهب بهذا فاعرِضْ عليه هاروتَ وماروت. فقال اليهودي: بشَرْط أنْ لا تدعو الله عندَهما. قال مجاهد: فذهب بي إلى قلعة، فقطَعَ منها حجَرًا ثم قال: خذ برجلي، فهَوى بي حتى انتهى إلى حَوْبه (١)، فماذا هما معلَّقين منكَّسَيْن كالجبلَيْنِ العظيمَيْن، فلما رأيتُهما قلت:
(١) الحَوْبَة: وسط الدار. القاموس (حوب).