للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: لو أنَّ رجلًا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن لحفظ كلمةٍ تنفَعُه فيما يستقبلُ من عمره ما رأيتُ سفَرَهُ ضائعًا؛ ولو سافر في طلب الدنيا أو الشهوات إلى خارج هذا المسجد، لرأيتُ سفَرَهُ عقوبةً وضياعًا.

وقال: العلم أكثر من عدد الشعر، فخذ من كلِّ شيء أحسنَه] (١).

وأبو بُرْدَة بن أبي موسى الأشعري (٢): [تولَّى قضاءَ الكوفة قبلَ الشعبي، فإنَّ الشعبيَّ تولَّى في خلافةِ عمر بن عبد العزيز، واستمرَّ إلى أن مات، وأمَّا أبو بُردة فإنه كان قاضيًا في زمنِ الحجَّاج، ثم عزله الحجاج وولَّى أخاه أبا بكر، وكان أبو بردة فقيهًا حافظًا عالمًا، له روايات كثيرة] (٣).

أبو قلابة الجَرْمي (٤) [عبد اللَّه بن زيد (٥) البصري، له رواياتٌ كثيرة عن جماعة من الصحابة وغيرهم، وكان من كبار الأئمة والفقهاء، وطُلب للقضاء فهرب منه وتغرَّب؛ قدم الشام فنزل داريَّا، وبها مات .

قال أبو قلابة: إذا أحدث اللَّه لك علمًا فأحدث له عبادة، ولم يكنْ همُّك ما تحدِّثُ به الناس، فلعلَّ غيرَك ينتفعُ ويستغني، وأنت في الظلمة تتعثَّر. وإني لأرى هذه المجالس إنما هي مناخُ البطَّالين.

وقال: إذا بلغك عن أخيك شيءٌ تكرهه فالتمِسْ له عُذرًا جهدَك، فإنْ لم تجد له عذرًا فقل: لعل لأخي عُذرًا لا أعلَمُه].


(١) ما بين معقوفين ليس في (ب، ح)، وهو من (ق).
(٢) ترجمته في طبقات ابن سعد (٦/ ٢٦٨)، الكنى والأسماء لمسلم (١/ ١٤٩)، معرفة الثقات للعجلي (٢/ ٣٨٧)، تهذيب الكمال (٢٣/ ٦٦)، الكاشف (٢/ ٤٠٧)، تذكرة الحفاظ (١/ ٩٥)، تهذيب التهذيب (١٢/ ٢١)، تقريب التهذيب ص (٦٢١)، تعجيل المنفعة ص (٥٥١)، طبقات الحفاظ ص (٤٣).
(٣) ما بين معقوفين ليس في (ب، ح)، وهو مستدرك من (ق).
(٤) ترجمته في طبقات ابن سعد (٧/ ١٨٣)، طبقات خليفة (٢١١)، التاريخ الكبير (٥/ ٩٢)، المعارف ص (٤٤٦)، المعرفة والتاريخ (٢/ ٦٥)، الجرح والتعديل (٥/ ٥٧)، الثقات لابن حبان (٥/ ٢)، حلية الأولياء (٢/ ٢٨٢)، تاريخ مدينة دمشق ص (٥٣٥)، صفة الصفوة (٣/ ٢٣٨)، جامع الأصول (١٤/ ٦٥٨)، مختصر تاريخ دمشق (١٢/ ٢١٤)، تهذيب الكمال (١٤/ ٥٤٢)، سير أعلام النبلاء (٤/ ٤٦٨)، تذكرة الحفاظ (١/ ٩٤)، تاريخ الإسلام (٤/ ٢٢١)، ميزان الاعتدال (٢/ ٤٢٥)، الوافي بالوفيات (١٧/ ت ١٦٨)، تهذيب التهذيب (٥/ ٢٢٤).
(٥) في (ق): "عبد اللَّه بن يزيد" تصحيف، والمثبت من مصادر ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>