للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عندها الترك، وكانتْ بينهم وقعةٌ هائلة، قُتل فيها الخاقان وطائفةٌ كبيرة من الترك.

وفيها أوغل الجَرَّاحُ الحَكَمي في أرض الخَزَر، فصالحوه وأعطَوْهُ الجِزْيَة والخراج. وفيها غزا] (١) الحجَّاجُ بن عبد الملك اللان، [فقتل خلقًا كثيرًا، وغَنِم وسَلِم] (١).

وفيها عزَل خالدُ بن عبد الله القَسْري عن إمرةِ خراسان مسلمَ بنَ سعيد، وولَّى عليها أخاه أسد بن عبد اللَّه القَسْري.

وحجَّ بالناس في هذه السنة أميرُ المؤمنين هشامُ بن الملك، وكتب إلى أبي الزَّناد قبلَ دخوله المدينة ليتلقَّاهُ ويكتبَ له مناسك الحجّ، ففعل، وتلقَّاهُ الناسُ من المدينة إلى أثناء الطريق، وفيهم أبو الزناد قد امتثل ما أُمر به، وتلقَّاه فيمن تلقاه سعيد بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان، فقال له: يا أمير المؤمنين إنَّ أهل بيتِك في مثلِ هذه المواطنِ الصالحة لم يزالوا يلعَنُونَ أبا تراب، فالْعَنْهُ أنتَ أيضًا، قال أبو الزناد: فشقَّ ذلك على هشام واستثقله، وقال: ما قدمتُ لِشَتْم أحد، ولا للعنةِ أحد (٢). إنما قدمنا حُجَّاجًا. ثم أعرض عنه وقطع كلامه، وأقبل على أبي الزناد يحادِثُه، ولما انتهى إلى مكة عرض له إبراهيمُ بن طلحة فتظلَّم إليه في أرض، فقال له: أين كنت عن عبد الملك؟ قال: ظلمني. قال: فالوليد؟ قال: ظلمني. قال: فسليمان؟ قال: ظلمني. قال فعمر ين عبد العزيز؟ قال: ردَّها عليّ. قال: فيزيد؟ قال: انتزعها من يدي، وهي الآن في يدك. فقال له هشام: أما لو كان فيك مَضْربٌ لضربتُك. فقال: بلى فيَّ مضربٌ بالسَّوْط والسيف. فانصرف عنه هشام وهو يقول لمن معه: ما رأيتُ أفصح من هذا.

وفيها كان العامل على مكة والمدينة والطائف، إبراهيمُ بن هشام بن إسماعيل؛ وعلى العراق وخراسان خالد بن عبد إدته القَسْري [واللّه سبحانه أعلم] (٣).

وممن تُوفي فيها:

سالم بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب (٤).


(١) ما بين المعقوفين ليس في (ب، ح)، والمثبت من (ق).
(٢) في (ح): "ولا للعنه"؛ وفي (ق): "ولا لعنة أحد"، والمثبت من (ب).
(٣) ما بين المعقوفين ليس في (ب، ح)، والمثبت من (ق).
(٤) ترجمته في طبقات ابن سعد (٥/ ١٩٥)، طبقات خليفة ص (٢٤٦)، تاريخ خليفة ص (٢٣٨)، التاريخ الكبير (٤/ ١١٥)، المعارف ص (١٨٦)، المعرفة والتاريخ (١/ ٥٥٤)، الجرح والتعديل (٤/ ١٨٤) حلية الأولياء (٢/ ١٩٣)، صفة الصفوة (٢/ ١٩٠)، تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٠٧)، وفيات الأعيان (٢/ ٣٤٩)، تهذيب الكمال (١٠/ ١٤٥)، سير أعلام النبلاء (٤/ ٤٥٧)، تذكرة الحفاظ (١/ ٨٨) الوافي بالوفيات (١٥/ ت ٨٣). وما سيأتي هنا بين معقوفين ليس في (ب، ح) وهو زيادة أقحمت على المتن في نسخة (ق) =

<<  <  ج: ص:  >  >>