للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطاوس بن كَيْسان اليماني (١): من أكبر أصحاب ابن عباس . وقد


= فوضعناه هنا في الحاشية وهي: [أبو عمرو الفقيه، أحدُ الفقهاء وأحدُ العلماء وله روايات عن أبيه وغيره، وكان من العُبَّاد الزُّهَّاد، ولما حجَّ هشامُ بن عبد الملك دخلَ الكعبةَ، فإذا هو بسالم بن عبد الله، فقال له: سالم، سَلْني حاجةً. فقال: إني لأستحي من الله أن أسأل في بيته غيرَه. فلما خرج سالم خرج هشامٌ في أثره فقال له: الآن قد خرجتَ من بيتِ الله فسلني حاجة. فقال سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ قال: من حوائج الدنيا، فقال سالم: إني ما سألتُ الدنيا منْ يَمْلِكُها، فكيف أسأَلُها من لا يملكها. (ذكره الذهبي في سير أعلَام النبلاء ٤/ ٤٦٦).
وكان سالمٌ خَشنَ العيش، يَلْبسُ الصوف الخَشِن، وكان يعالجُ بيده أرضًا له وغيرَها من الأعمال، ولا يقبلُ من الخلفاء، وكان متواضعًا، وكان شديدَ الأدْمَة، وله من الزُّهْد والوَرَع شيءٌ كثير].
(١) ترجمته في: طبقات ابن سعد (٥/ ٥٣٧)، تاريخ خليفة ص (٣٣٦)، طبقات خليفة ص (٢٨٧)، الزهد لأحمد بن حنبل ص (٣٧٥)، التاريخ الكبير (٤/ ٣٦٥)، المعارف (٤٥٥)، المعرفة والتاريخ (١/ ١٥). الجرح والتعديل (٤/ ٥٠٠)، الثقات لابن حبان (٤/ ٣٩١)، حلية الأولياء (٤/ ٣)، صفة الصفوة (٢/ ٢٨٤)، وفيات الأعيان (٢/ ٥٠٩)، سير أعلام النبلاء (٥/ ٣٨)، تذكرة الحفاظ (١/ ٩٠)، الوافي بالوفيات (١٦/ ت ٤٥١)، العقد الثمين (٥/ ٥٨). وما سيأتي أقحم على المتن في (ق) فأثبتناه هنا في الحاشية وهو: [انتهى. وقد زِدْنا هنا في ترجمة سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب زيادةً حسنة. فأمَّا طاوس فهو أبو عبد الرحمن طاوس بن كَيْسان اليماني، فهو أول طبقةِ أهلِ اليمن من التابعين، وهو من أبناء الفرس الذي أرسلهم كسرى إلى اليمن.
أدرك طاوس جماعةً من الصحابة وروى عنهم، وكان أحدَ الأئمة الأعلام، قد جمع العبادة والزهادة، والعلم النافع، والعمل الصالح، وقد أدرك خمسين من الصحابة، وأكثر روايته عن ابن عباس؛ وروى عنه خَلْقٌ من التابعين وأعلامهم، منهم مجاهد، وعطاء، وعمرو بن دينار، وإبراهيم بن ميسرة، وأبو الزبير، ومحمد بن المنكدر، والزُّهري، وحبيب بن أبي ثابت، وليث بن أبي سُليم، والضحاك بن مزاحم، وعبد الملك بن مَيْسرة، وعبد الكريم بن المخارق، ووَهْب بن مُنبِّه، والمغيرة بن حكيم الصَّنعاني، وعبد الله بن طاوس، وغير هؤلاء.
توفي طاوس بمكة حاجًّا، وصلى عليه الخليفة هشام بن عبد الملك، ودُفن بها رحمه اللَّه تعالى.
قال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرزاق قال: قال أبي: مات طاوس بمكة فلم يصلُّوا عليه حتى بعث هشام ابنه بالحرس، قال: فلقد رأيتُ عبد اللَّه بن الحسن واضعًا السريرَ على كاهِله، قال: ولقد سقطتْ قَلَنْسوةٌ كانتْ عليه، ومُزِّقَ رداؤُه من خلفِه. (أخرجه أبو نعيم في الحلية ٤/ ٣).
يعني من كثرةِ الزِّحام. فكيف لا وقد قال النبيُّ : "الإيمان يمان" (خرجه البخاري (٤٣٨٩) في المغازي: باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن؛ ومسلم (٥٢) في الإيمان: باب تفاضل أهل الإيمان). وقد خرَجَ من اليمن خَلْقٌ من هؤلاء المشارِ إليهم في هذا وغيرِه، ومنهم أبو مسلم، وأبو إدريس، ووَهْب، وكعب، وطاوس وغير هؤلاء كثير.
وروى ضَمْرَةُ عن ابن شَوْذَب قال: شهدتُ جنازةَ طاوس بمكة سنة خمسٍ ومئة، فجعلوا يقولون: رحم الله أبا عبد الرحمن، حجَّ أربعين حجَّة (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٣)، وابن عبد البر في التمهيد (١٢/ ١٩٢) به).
وقال عبدُ الرزاق: حدَّثنا أبي قال: تُوفي طاوُس بالمُزْدَلفة - أو بمنى - حاجًّا، فلما حُمل اْخَذَ عبدُ اللَّه بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>